كندي الزهيري ||
أنحرفت البشرية عن جادة الصواب ، وأتخذت طريق مغاير لما رسمه الله عز وجل ، فمن الطبيعي أن يكون هناك من يدعو الناس إلى مسار الصحيح والطريق النجاة ، فأرسل الله عز وجل نبي بعد نبي ورسول بعد رسول ، حتى وصل الأمر الى إرسال اخر الأنبياء وخاتمهم محمد ( صل الله عليه واله وسلم ) بدين الحق دين الإسلام الأصيل ، وما ان رأت البشرية بأن هذا الدين كامل تام ، لا ثغرة فيه ، أتبعته ونبذت أصنامها ، فما كان للشيطان أي مجال أو منفذ من الممكن إختراق الإسلام وتمزيقه ، إلا عبر ابناء الطلقاء ، الذين دخلوو مجبرين إلى الإسلام ، مستغل الشيطان تلك الأنفس المريضة ، فكان أولى الضربات للشيطان هي ( بعد استشهاد رسول الله محمد (ص ) ) عبر السقيفة وعزل الإسلام المحمدي الأصيل ، عن إدارة الأمة ، وهي مقدمة الإنشاء دولة الشيطان الأموية ، ورسم خط بني أمية ، لكن ما أن حانت الفرصة للإسلام والمحمدي الأصيل في إدارة الإسلام ، حتى إفتعل الشيطان الحروب والفوضى و إشاعة الفتن عبر أدواته ، ولم تنتهي حتى عادة الإدارة إلى إتباع الشيطان الذين حرفوا الإسلام بطريقة ممنهجة ، وزرع تلك الأفكار الضالة في عقول الرعية ، حتى أصبحت جزء لا يتجزأ من حياة المجتمع ( من التعصب الفكري والطبقي وعدم تقبل الآخر والقمع المعارضين وغيرها ) ، فأصبح كل من يخرج عن طاعته يجوز قتله وتشويه سمعه ، ليضع حواجز مميته لكل من يحاول إنشاء نظام إسلامي محمدي اصيل ، وان أي حركة أو فكر يعارض هذا التوجه يتم ابادته، أستمر هذه الخطة القمعية ، من نظام إلى نظام مثل العباسيين و وصولا الى دول القمعية مثل آل أسعود و الشاه و حزب البعث الدموي ، بعد أن حول الشيطان إدارة الخط المنحرف فتحول الاسم من ( إسلام الأموي المنحرف ) إلى ( الإسلام الغربي الأمريكي ) ، لتتمكن أمريكا هذه المرة من قيادة الإسلام الأموي في دول العالم ، مما أنتج حركات أشد على الإسلام والمسلمين ، ليشوه صورة الإسلام بأكمله تحت عنوان ( الإرهاب ) ، من خلال إستخدام السلفية الجهادية و الوهابية وغيرهم ، من أتباع ذلك الخط المنحرف ، مع تسليط الضوء عبر الإعلام على أفعالهم الإجرامية بحق المسلمين ، فعكس صورة مقولبة إلى العالم بأن هذا هو الدين الإسلامي ، ما هو إلا دين دموي فاشي .
مع ذلك شاء الله عز وجل ما شاءت أمريكا أو الغرب الدموي ، أن يظهر الحقائق ويبزق نور الإسلام من جديد بعدما كان مستضعف ، اليوم أصبح قوة عظمى بسبب دماء الأمام الحسين (ع) وكذلك إنشاء دولة ثورية ممهدة في الشرق الإسلامي الكبير ( دولة إيران الإسلامية ) ، على يد السيد الهاشمي العلوي من نسل طاهر ( القائد الخميني (قدس سره )) ، فما كان الإتباع الشيطان الا القتال تلك الدولة ، وقمع كل من يحاول مناصرتها في العراق أو باقي الدول ، وشاء الله مرة أخرى ان يذل أتباع الشيطان فهلك الطاغية على يد صانعيه ، ظنن منهم بأن هناك من سيأتي يكون أشد منه على الإسلام ، فكان العكس ، فأرسل الشيطان جنوده ليقتلوا ويحرقوا كل من ينادي بإسم الإسلام ويلبي نداء رسول الله (ص) ويحي أمر أهل بيته ( عليهم السلآم) ، فشاء الله مرة أخرى ان يخرج لهم جنود اشداء من أهل الإسلام المحمدي الأصيل هم ( الحشد الشعبي ) ، ليذيق أهل النفاق الذل والعار والهزيمة واحدة تلوى الاخرى ، على يد أولياء الله عز وجل ، فخسروا في العراق و اليمن وسوريا ولبنان والقطيف المقاومة ، ويستمر نور الله في الزحف شرقا وغربا ، حتى وإن زاد أتباع الشيطان من هجمتهم بأي شعار كان ، وأثار الفتن ،الحقيقة ستبقى رغما عن أنف الشيطان ، بقول الله عز وجل في كتابه الكريم ((يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )) ، ما يجري اليوم هو نهاية مسيرة الشيطان ، فكل فعل يقوم به الشيطان وأتباعه يسرع من نهايته ويقرب من ظهور دولة العدل الأهي ، التي ستقلع جذور الشجرة الخبيثة والملعونة إلى الأبد أن شاء الله .
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha