كندي الزهيري ||
إننا في شهر محرم الحرام، هذا الشهر الذي كانت الجاهلية توقف القتال فيه، وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه، أن يجلس زعماء الكتل السياسية، لتشكيل الحكومة وحلحلة العقد الصراع، من أجل البلد وسلامة أهلة، لكن للأسف الشديد وصدمة كبرى، أن ينجر البلد إلى ما هو عليه اليوم، وله أسباب منها التعصب السياسي والتعنت غير المبرر ولعبة الجيوش الإلكتروني لعبتها، في جر العراق إلى صراع داخلي.
من المعروف بأن هناك عمى تشخيصيا في معرفة قواعد المواطنة والعمل السياسي.
فما رأينا سوى خطابات غير متزنة من طرف سياسي كان ولا زال جزءا من صناعة القرار السياسي العراقي، فهل من المعقول أن تتحكم المزاجات الشخصية بمصير ومستقبل أربعين مليون إنسان ووبلد عمره اكثر من سبع آلاف سنة.!.
ما تمر بها المنطقة اليوم ينعكس على الوضع السياسي الداخلي للعراق، ومن المعروف بأن السياسة يجب أن تكون ذات حكمة ومنصور بعيد...
كان من الأحد الجلوس إلى طاولة المفاوضات وأخذ بعين الاعتبار الوضع السياسي والمعادلات الدولية، لا أن يترك الأمر إلى الشارع العراقي، الذي طالما أشرنا إليه، بأن من الخطأ الاحتكام إلى الشارع الآن ذلك سيفتح أبوابا قد لا تسد، مما يؤدي إلى انهيار تام للعراق...
إن العدو اليوم فرح بما وصل إليه حال البلاد، لذلك نحمل المسؤولية كاملة إلى كافة زعماء الكتل السياسية، ولا ننسى المسؤولية الأكبر يتحملها رئيس مجلس الوزراء المنتهية ولايته، لكونه لم يتخذ إجراءات رادعة وفورية منذ تأزم الوضع، كلما رأيناه هو أخذ دور المتفرج، وربما من مصلحته ذلك بحساباته الشخصية.
على الجميع أن كنتم تؤمنون بالديمقراطية والعراق، أن تبعدوا الشارع عن تلك الصراعات، والاحتكام إلى الدستور الذي صوت عليه الشعب العراقي، والتمسك برداء المرجعية العليا، وأخذ خطبها وتوجيهاتها خارطة طريق، وأن لا تسمحون لدعاة الفتن أن يفعلوا فعلتهم في هذه الظروف الحرجة، الشعب العراقي المظلوم لم يعد يتحمل أكثر من ذلك،
رحم الله الشهداء العراق، وأبعد عنه كل شر،
سلاما يا عراق، سلاما على جروحك يا عاصمة دولة العدل الألهي...
https://telegram.me/buratha