قاسم آل ماضي ||
يعتبر المجلس الاعلى الاسلامي العراقي والذي نحتفى بة في هذه الأيام بمرور ٣٦ عاماً على تأسيسه، بتاريخ ١٧ تشرين الثاني ١٩٨٢، وهو من أقدم الحركات والأحزاب والمجالس الاسلامية بعد حزب الدعوة الاسلامية الذي تشكله على اساس فتوى السيد روح الله الخميني رض ابان حكم النظام البائد، وكان لة الدور الكبير في صنع الأحداث خلال العقود الماضية. في هذا المقال نسلط الضوء على أهم المحطات التي مرّ بها هذا الكيان العريق من حيث التأسيس والأهداف والأدوار :
الـتـأسيس :
تأسس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عام ١٩٨٢ م على يد المرجع الديني الشهيد آية الله السيد "محمد باقر الحكيم ". اسهم في تأسيسيه بعمق كبير مراجع كبار وفقهاء في الحوزة العلمية كـشهيد المِحْراب الخالد والمرجع الشاهرودي واية الله الأصفي واخرون كثُـر وإنتشر فكر المجلس وثقافته في عدد كبير من الدول العربية والإسلامية وصولاً إلى أوروبا وأمريكا، وإن كان العراق والجمهوررية الاسلامية الايرانية وسوريا ولبنان من أكثر الدول التي برز فيها المجلس طيلة السنوات الماضية،
هدف التأسيس
الغرض الرئيس من تأسيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، هو ليكون الجامع والمجلس العلمائي لجميع القوى الشيعية المعارضة للنظام السابق، والتي تعمل في الجانب السياسي والديني والاجتماعي كذلك
وإستمر المجلس الاعلى في جميع تشكيلاته بنضاله السياسي والجهادي والإعلامي حتى سقوط حكم حزب البعث ونظام صدام في العراق عام ٢٠٠٣،
دور المجلس الاعلى في العراق بعد ٢٠٠٣
بعد سقوط نظام صدام في العراق عام 2003 شارك المجلس الاعلى ببناء العراق الجديد، وله الإسهامات الكبيرة، في صنع النظام السياسي القائم، والذي حاول وبشتى الطرق من إبراز المشروع السياسي الذي يؤمن فية، وهو انتشال محافظات الوسط والجنوب من المظلومية التي عاشها طيلة العقود الماضية، عندما تبنى مشروع ( الفيدرالية ) او فيدرالية الوسط والجنوب، وكان رائد هذا المشروع السيد عبدالعزيز الحكيم "رحمة الله" ولكن تمت معارضته من الطبقة السياسية الحاكمة، وبعدها كان له دور واضح في كتابة الدستور الدائم للبلاد وكان رئيس هذة اللجنة الشيخ همام حمودي ، والذي حظى بمقبولية المرجعية الدينية في النجف الأشرف، اضافة الي تسلم مناصب قيادية رفيعة في الحكومات التي تعاقبت على إدارة شؤون هذا البلد، وبرزت شخصيات قيادية كثيرة في صفوف المجلس لشغل هذه المناصب بينها (الشيخ همام حمودي نائب رئيس السلطة التشريعية، والأستاذ باقر جبر الزبيدي، والشيخ المولى والحاج ابا جهاد الهاشمي الذي كان دوره واضح في لم شتات الأطراف الشيعية بعد انتخابات ٢٠١٨، وإضافة الى رجال الدين من قيادة المجلس في المحافطات والدور المهم الذي يأدية أئمة الجمع، كالسيد صدر الدين القبانجي امام جمعة النجف الأشرف والسيد حسن الزاملي امام جمعة الديوانية والشيخ المجاهد جلال الدين الصغير وكان دورهم واضح وهو ارشاد الرعية، وتشخيص اخطاء الحكومات المحلية، وتوعية المجتمع بالنهج الاسلامي الصحيح.
ولعب المجلس الاعلى دوراً متميزاً في التصدي للتنظيمات الارهابية في العراق وفي مقدمتها (القاعدة) و(داعش). كما ساهمت قياداته بإخراج قوات الإحتلال الأمريكي من العراق عام 2011 من خلال الإتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين.