كندي الزهيري ||
سمعنا كثيرا في الآونة الاخيرة ، هذا السؤال ( لما لا تسقط امريكا النظام العراقي الحالي )، هذا سؤال يفتح الابواب على مصرعيها ، عمدة امريكا على انشاء نظام سياسي ديمقراطي فوضوي ، في بعض الدول التي لا ترضخ الاي سبب كان شعوبها الى الهيمنة الصيو امريكي ، ومن هنا يعتقد البعض بان الشيطان الاكبر ، يعاقب تلك الشعوب بهذا نوعية من الحكم الفوضوي ، اما اخرون يذهبون الى تفسير اخر ، وهو ؛ ان امريكا لا تريد اسقاط النظام الحالي لكونه حريص على مصالحها ، ويصب في مصلحة السياسة الخارجية الامريكية ، واضافة الى ذلك ان امريكا لا تريد ان تظهر امام خصومها بان النظام الذي أنشأته قد فشل ، لكون ذلك يعرضها الى ادانات دولية وربما تفقد امريكا ما بقيه لها من سمعة في العالم .
وذهب اخرون الى ان الوضع الداخلي الامريكي لا يسمح بان يغامر في الوقت الحالي خصوصا في المنطقة الخليج العربي ، وان انظار امريكا تذهب نحو شرق اسيا تحديدا الصين والى الدب الروسي ، الذي اصبح منافس حقيقي في العالم .
ومع ذلك يذهب الكثير من المحللين السياسيين ، على ان الملف العراقي اصبح من اختصاص بريطانيا وليس من اختصاص امريكا !، وهذا ما اشرنا له سابقا ، مع ذلك تحاول واشنطن ابقاء الوضع على ما هو عليه ، كيف ذلك ؟ " حكومة ضعيفة مع فوضى ضمن سقف معين ، لا يجوز ولا يسمح للأطراف السياسية العراقية الخروج عن تلك الحدود ، اي طرف سيخرج عن ذلك سيجرم ويدان بل سيقتل نفسه بيده " ، مع ابقاء الخطة جر قوى المقاومة التي تقف عائق بوجه المشروع الامريكي في العراق الى ساحة المواجه الداخلية ، من اجل القضاء على تلك القوى تماما .
اما بريطانيا تبحث عن شيء اخر ، انقلاب ناعم يسهل لها خطتها بالسيطرة على العراق ، واذا عدنا الى شمال العراق رغم الصراع الاعلامي الكبير بين القوى الكردية ،مع ذلك هناك مساعي للوصول الى اتفاقات تؤهلهم لمواجه اي طارئ ممكن ان يحدث في بنية الكيان السياسي العراقي وكذلك البيت السني يسعى الى توحيد صفوفه ضمن نطاق وحدود معينة.
ولا ننسى بان هناك صورة قريبة منا وهي صورة ( افغانستان ) بعد كل ذلك الصراع والفوضى ، تضحي امريكا بالنظام السياسي الذي انشات في تلك الدولة ، لتعطي مقاليد الحكم الى قوة متطرفة دموية ، من منشئها ، وهذا غير مستبعد بان تعطي امريكا الحكم الى قوة متطرفة ، الهدف القضاء على ما بقية من العراق.
جميع الاحتمالات واردة ، وخصوصا موقع العراق ومكانته في العالم ، واثره المباشر على اوروبا والمنطقة ، اذما حدث اي انتشار للقوى المتطرفة خاصة داعش وغيرها ، سينعكس تماما على امن النظام العالمي ، اذ اعطت امريكا مقاليد الحكم الى تلك القوة المتطرفة ، سوف لن يسلم اي احد من نارها .
نختم بالقول بان لا مصلحة الاحد بتغير النظام ، ما دام النظام الحالي يؤمن مصالح الجميع ، لكن يبقى الوضع على ما هو عليه ، اي حكم ضعيف ، وفوضى ضمن الحدود المرسومة سلفا ، وان فعلتها امريكا هنا جنت على نفسها ، لكون هناك قوى اخرى لن ولم تسمح بهكذا تصرف في الوقت الحاضر على اقل تقدير ، لكن الحذر واجب على كل عاقل ....
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha