المقالات

قراءة في خطاب إستقالة السيد علي علاوي

1742 2022-08-16

  ضياء المحسن ||   سابقة لم يسبق لها مثيل عندما يقوم وزير في حكومة مستقيلة بتقديم إستقالته لرئيس وزراء ليس له صلاحية قبول أو رفض تلك الإستقالة، ومع ذلك فإن رئيس الوزراء المستقيل يقوم بتكليف وزير أخر مستقيل بإدارة مهام تلك الوزارة، هذا ما حصل في الدولة العراقية بقيادة السيد مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء المستقيل عندما وافق على إستقالة وزير المالية علي عبد الأمير علاوي وتكليف وزير النفط بإدارة مهام وزارة المالية، وهنا لست لتفنيد الإستقالة وقبولها وتكليف أخر، بل أنا هنا لمناقشة بعض بنود الإستقالة. يتطرق السيد علاوي الى قواعد تحكم عملية التقييم التي يجب إتباعها فيما إذا كانت الحكومة (أي حكومة) كانت قد عملت لمصلحة المواطن والبلد معا أم لا، وهي أربعة قواعد سوف نستعرضها لنعرف مدى الجدية التي عملت بها حكومة السيد مصطفى الكاظمي الذي شغل فيها علي علاوي منصب وزير المالية. يتحدث السيد علاوي في القاعدة الأولى عن المحافظة على وحدة الوطن والمواطن من التهديدات الداخلية والخارجية، حقيقة استوقفتني كثيرا هذه القاعدة عندما أجد الخروقات التركية على شمال العراق على إمتداد فترة حكم السيد الكاظمي، والتي لم يحرك فيها ساكناً، بل الأدهى من ذلك لم يصدر عن مجلس الوزراء أي بيان إستنكار لحادثة القصف التي طالت المدنيين في أحد مصايف محافظة دهوك، أما الحديث عن وحدة الوطن فيكفي الإشارة الى منح صلاحية للبيشمركة بالدخول الى مناطق سنجار مع علم السيد الكاظمي ماذا فعل هؤلاء بالأيزيديات! القاعدة الثانية في الرسالة والمتعلقة بالتقييم يتحدث فيها عن الوفاء بالوعود التي قطعتها الحكومة والمتمثلة بإجراء انتخابات ونزع فتيل التوترات، ما يتعلق بالإنتخابات الوقائع تشير بما لا يقبل اللبس والشك أنها كانت مزورة بنسبة كبيرة وتدخلت فيها دول خليجية لصالح أحد الأطراف، بما أدى الى زيادة التوترات بدلا من نزعها، ناهيك أنه حتى التوترات التي كانت موجودة لم تستطع حكومة السيد الكاظمي أن تنزع فتيلها. القاعدة الثالثة والمتمثلة بإدارة الصدمات والتي رافقت وباء كوفيد 19 وانهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية وإنخفاض الإيرادات العامة، وهنا ملاحظة نؤكد عليها وتتمثل في تخبط الحكومة في معالجة صدمة وباء كوفيد 19 من حيث نقص العلاجات ونقص الأماكن الخاصة بعزل المصابين، ما تسبب بإرتفاع أعداد المصابين بهذا الوباء؛ ولولا لطف الباري عز وجل لكانت هناك كارثة حقيقية أصابت المواطنين، أما انهيار أسعار النفط فقد كان الموضوع قد شمل العالم كله، والدول أغلقت حدودها وعملت على مساعدة الطبقات الهشة، وهو ما لم نره في قرارات الحكومة التي تركت المواطن يعيش في دوامة العوز وشظف العيش بسبب توقف الحياة في البلاد، كما أنها لم تقم بتفعيل دور دائرة الحماية الاجتماعية خلال تلك الفترة.  القاعدة الرابعة والمتمثلة بنجاح الحكومة في تحقي أهداف برنامجها الحكومي وخاصة الإصلاح السياسي والإداري الواسع، وأجندات مكافحة الفساد وإعادة الهيكلة الاقتصادية، وهنا يمر في خاطري الورقة البيضاء التي طرحتها الحكومة واعتمدتها كبرنامج لها، والتي بدأت برفع سعر صرف الدولار بحجة القضاء على تهريب العملة وزيادة النشاط الاقتصادي وتشجيع القطاع الخاص، فزادت الأسعار أكثر من 33% واختفت الطبقة الوسطى، بحيث أن القسم الأكبر منها انحدر الى الطبقات الفقيرة، أما القسم الأخر من هذه الطبقة والمرتبط بأحزاب السلطة والمعتاشين على قصاع الحكومة فصعدوا الى الطبقة الطفيلية الأعلى، وزاد تهريب العملة حيث ارتفعت الكميات التي يبيعها البنك المركزي من 150 مليون دولار الى أكثر من 270 مليون دولار يوميا، بالإتفاق مع مصارف خاصة بعينها، فاحت رائحتها النتنة في الفترة الأخيرة، عدا عن كذبة تشجيع القطاع الخاص والنهوض بالإنتاج الوطني. هذا غيض من فيض رسالة الوزير علاوي، والذي كنا نتمنى أن يخرج صامتا.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك