ضياء المحسن ||
تتألف هذه الجملة من كلمتين لا غير، لكن لكل منهما معاني وليس معنى واحد أكبر من الأخر، والسبب في ذلك يعود لأنه يرتبط بالحفاظ على بيضة الدين الإسلامي الحنيف، بالإضافة الى شخصية الحراس الذين يحمون هذه العقيدة.
لا أريد أن أقحم الآيات القرآنية في هذه السطور على أهمية تلك الآيات، وذلك لقدسية كلمات الباري عز وجل بين الدفتين، لذلك سوف يقتصر حديثي عن المعاني التي يمكن إستشرافها من عنوان المقال.
مثلما يختلف الحارس الذي يقوم بواجب حماية المكان المناط به حمايته، فإن نوع المهمة التي يحرسها تختلف، وبالتالي فإن الإجراءات المتخذة تختلف ما بينهما، فالجندي الذي يحرس حدود بلده الآمنة مع دولة مسالمة يكون تسليحه مختلف عن الجندي الذي يحرس حدود مع جهة معادية، كما أن حارس الأمن الذي يحرس بناية عادية يختلف عن حارس الأمن الذي يقوم بحراسة بناية مصرف، كما ان الحارس الشخصي Bodyguard الذي يحرس مدير بالتأكيد سيكون مختلف عن الحارس الشخصي الذي يحرس شخصية مهمة، فلكل منهما صفات ومؤهلات تختلف عن الأخر.
أما كلمة العقيدة فهي أيضا تختلف في معانيها بحسب توجهات الفكرة التي نعتقد بها، وقناعة الشخص بهذه العقيدة، والتي قد تكون واحدة من العقائد الحزبية التي يطرحها منظرو الأحزاب السياسية العلمانية والدينية على الجمهور المستهدف، وقد تكون العقيدة دينية بحتة؛ أي أنها تمثل رسالة سماوية كما هو الحال مع الديانة المسيحية واليهودية والإسلامية، لكن حتى هذه الديانات انقسمت بفعل عوامل متعددة.
حافظ الشيعة الإمامية على عقيدتهم وتمسكهم بأهل البيت عليهم السلام، وعندما حاولت عصابات دا..عش الإر.. هابية العبث بأن العراق وسيادته هبت الملايين من شيعة العراق للدفاع عن الأرض والعِرض بعد فتوى المرجع الأعلى للطائفة سماحة السيد علي الحسيني السيستاني، بما نتج عنه إنكفاء التنظيم الى ما وراء الحدود، مع العرض بأن الحكومة كان دورها هامشيا طوال فترة المنازلة مع هذه العصابات من حيث الدعم اللوجستي وإدامة زخم المعركة ما بين هؤلاء المتطوعين وتلك العصابات.
فما هو السر في ذلك؟
قد يبدو أننا نحتاج الى أعوام للبحث عن السر وراء إنتصار العراقيين الذي فاق الإعجاز، لكن عندما نعود الى العنوان نجد تجسيد له في واقع الحال، لأن هذا النوع من الحراس لا يبالون إذا ما وقع الموت عليهم، أو أنهم وقعوا على الموت، لأنهم يستلهمون كثير من صور واقعة الطف وأولها حراسة الإمام العباس عليه السلام لخدر عقيلة الطالبيين زينب الحوراء وفرار جيش يزيد عليه اللعنة أمام صولاته، وكيف أنه كان ثابت العقيدة مع إخوته عندما عرضوا عليه الأمان لقاء الانسحاب من قيادة جيش الإمام الحسين عليه السلام وحمل رايته، ثم نستلهم بعضاً من بطولات أصحاب الحسين عليه السلام وأولهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر الأسدي وكيف أنهم ضحوا بأنفسهم للدفاع عن العقيدة.
لقد تصور أعداء الدين والعقيدة أن هذا النوع من الحراس قد انقرض من هذه الأرض، لكن خاب فألهم وساء ظنهم، فعند أول ساعة انطلقت فيها فتوى الجهاد الكفائي أصبح واضحاً أن هذه الأرض تعج بحراس العقيدة الذين يضحون بالغالي والنفيس للحفاظ على بيضة الإسلام بغض النظر عن المكان الذي تجري فيه المنازلة، وذلك لأن العدو واحد لكن الإختلاف يكون في الجزئيات بالنسبة له، لكنه بالنسبة لحراس العقيدة واضح وجلي لا يتغير ولا يختلف مهما تغير جلده.