قاسم ال ماضي ||
إنَّها الَليلةَ، لَيلَّةُ الشَهادةُ ولَيلَّةُ الإِسّتنصارُ، وليلَّةُ الوداع.
لَيلَّةُ تَسليمُ الأَمانةَ، وليلةُ تَصْدِيقُ الرُؤيَا. إِنَّها لَيلَّةَ قَتّلُ الحَقِيقَةَ.
يَقولُ بَعضُ المؤَرِخينَ ومعهم أيضاَ بَعْضُ عُلَماءُ النَّفسَ:- بَعْدَ قَتلَ الحُسَينَ عَليهِ السَلام(( أُدّرِكَ عِظَمُ الجُرْمَ))
صَحِيحٌ أَنَهُمْ فَعَلوا ذلك بِوَعِيهِمُ الكَامِلَ ولكن كَأَنّهُم سُكارَى وَأَفَاقُوا مِنْ سُكْرِهِمْ. ولِذلكَ داسوا جُثْمَانَ الحُسَينَ لكي لايَبقى أَيَّ أَثرٍ لذلكي اللجسم المُقَدس،ظَنَّاََ إِنَهُم قادرينَ على إِخْفَاءِ الحَقِيقَةِ بَعد قَتْلِهم نِبّراسَ الحَقِيقَةَ التي خُلِدَّتْ كُلَّ هذا الزَمن، لِتَكونَ العِبّرَةُ والعَبّرَةَ. حَقِيقَةُ الوقُوفَ بِوَجهِ الظُلِمِ مهما طَغى وتَجَبَّر.
ولذلك كان للحُسينِ عَليهِ السَلامَ إنّتِصاراتٌ حَيثُ نادى أَلَّا مِنْ ناصرٍ يَنْصُرنا.
وَهي النُّصْرَةُ الخالِدةُ، تُصِرِخَنَا إلى اليَومِ. هل مِنْ ناصرٍ يَنّصرُ الحُسَينَ في نَبذِ الدُنيا؟؟ هَل مِنْ ناصرٍ يَنْصُرُ الحُسَينَ لَلوَقفِ بِوَجهِ الظُلمِ والتَدّلِيس؟؟
هل مِنْ ناصرٍ يَنْصُرُ الحُسَينَ ضِدَ إسْتِعبَادُ الناسَ والإستْخفَافُ بعقولهم بِكَلِمَةِ حَقٍ أُرِيِدَّ مِنّها باطلاََ.
بَذَّلَ الإِمامُ الحُسَينُ دَمَهُ ودَمَ أَهلَ بَيتهِ وأَصحابهِ وعيالهِ.
وسُبّيِّتْ حَرائِرَ النُبوةَ من أَجلِ تِلكَ الحَقيقةُ وتِلكَ الكَلمةُ ((والله لا أُعْطِيَكُمْ بِيَدي إِعطَاءُ الذَليلِ ولا أَفّرُ فِرار العَبيد)) يالهُ مِنْ معنى ويالهُ مِنْ شِعَارٍ.
فَكانَتْ الشهادةُ وكان الخُلودُ وإِنَّ تِلكَ الإسْتّنصَاراتُ تَستَصرخنا وذلك الشِعارُ يَضَعنا في مَنزلِ الإمْتِحانِ.
هل نَقولُ كَما قالَ أَصحابُ الحُسين؟
هل وَفَّينَا يابَنَّ رَسولُ الله؟
أَم نُوَلَّي الأدبارُ ونَترِكُ الحُسين؟ وماإستَشْهَدَ من أَجلهِ الحُسين وهو يضجُ فينا أَمَّا مِنْ ناصِرٍ يَنْصُرنَا؟؟
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha