المقالات

وَمَضَّاتٌ مِنْ سِفّرِ الحُسَينِ (4)أَنّهارُ الدُمُوع

1110 2022-08-08

 

قاسم ال ماضي ||

 

مِنَّ الغَريبِ إنَّ سِفّرَ الطَفُ يَحْوي شَخّصِياتٌ عديدةٌ، لِكُلِ شَخّصِيَةٍ مَوقِفٍ وتأريخٍ على غَيرِ ما يَكُونُ في المَلاحِمِ الأُخرى.

بِحَيث يَكونُ أبطالُها أو ألمُتَصَدرُ في تِلكَ الواقِعَةُ أو المَعْرَكَةُ أو المَلّحَمَةُ سَمِّيهَا كما تشاءُ، شَخّصٌ أو شَخّصَان أو لا يَزيدُ عَنْ خَمْسَةٍ في أَغلَبِ الحالاتِ.

ولكنَّ مُعادَلةُ الطَفُ تَخْتَلِفُ بَلْ لا تُشابِهُ أَيَّ واقِعَةً، حتى في مَعارِكِ الرَسُولِ الأعْظَمِ لم تَكنْ مِثلُ تِلكَ الأَحداثُ والشَخّصِياتُ.

فَكلَ شَخّصِيَةٌ لها مَلّحَمَةٌ مُتَفَرِدَةٌ. وتَشّتَرِكُ بالمَلّحَمَةِ الأُمِ، وهي الطَفُ.

حَتّى بَعدَ الطَفِ تَوَلَّدتْ مَلاحِمُ وأحداثٌ وشَخّصِياتٌ، مِثلَ التَوابِينَ، والمُخْتَارُ الثَقَفيُ.

ألمُهِمُ إِنَّ قِصَتَنَا وشَخّصِيتَنَا عَليٌّ إبْنَّ الحُسَينِ المُكَنَّى بِعَلّيٍ ألأَكبَر  شِبْلُ الحُسَينِ.

الَّذي خَاطَبَ أباهُ الإمامَ الحُسَينِ عليهِ السلام بِقَولِهِ  (لانُبالي إنْ وَقَعْنَا على المَوتِ أو وَقَعَ المَوتُ علينا)

ذلكَ الفارِسُ الذي قَضى  نَحْبَهُ عَطْشَا دونَ أبيهِ الإمامَ ودون الحَقيِقَةَ ودونَ العقيدةَ.

ولا نَدري أَنَبكي عَليهِ أم نَبكي على أَنفُسَنا.

لا شَكٌ انه في عِلّيينَ مع أبيهِ الحُسَينِ بَلّ رُبَما في مَرتَبةٍ فَوقَ الجَنةِ.

ولا أَظُنُ إنَّ الإمامَ الحُسَينُ الذي نُقِشَّ إسمَهُ على سَاقِ العَرشِ إلّا في مَرتَبَةٍ فَوقَ الجَنَةِ.

فلا يُبْكَى مَنْ نالَ الجَنَةَ أو فَوقَها، بل هو من يَبكِينا مِثلَ ما بَكى سِبطُ الرِسالةَ على أَعْدائِهِ لِأَنَهُمْ سَيَدخُلونَ جَهَنَمَ خَالِدينَ فيِها.

هل نَبْكي على الأكْبرِ وقَد فازَ أم نَبكي أنفُسَنَا ونَحنُ نَدَّعي حُبُ الحُسَين.

بَلْ نَدَّعي إِنَنَا حُسَيَنِيَّونَ ونَفعَلُ ما يُغْضِبُ الحُسَينَ.

لِتَمَسُكِنَا بالدُنّيا وزُخّرُفِهَا وزُبْرجِها ونَبكي مَنْ قَال ((لايُهِمَنَا إنْ وَقَعنَا على المَوتِ أو وَقَعَ المَوتُ عَليَنَا))

عُذراََ أيُها المُعَزونَ أرى أن نُعَزي أَنْفُسَنَا على ما فَرَطنا وتَمَسكنا بِدارِ الخَرَابِ فَصِرنَا نَقولُ هذا لكَ وهذا لَنا، وكَأنَ الدُنيا كُلُ هَمَّنَا بَلْ رُبَما قَتَلنَا بَعضَنَا ونَحنُ نَدري وَصَلنَا بالحُسَينِ وَلمْ نَعّتَبِرُ من حَبيبِ ابنِ مُظاهِر  ولا زُهَير ابنُ القَين ولا حتى الحُرُ فَنَتوبُ لَعَلَنا نُدْرِكُ مافاتَنا..

أَنَبكي من هو في عليين؟؟

أم نَبكي أََنّفُسَنَا؟

لانَدري أينَ يكون مصيرنا؟

ولَيسَ فينَا عليٌ الأَكبرُ ولا حتى عابسٌ ذلك العَبدْ الذي إشّتَعلَ حُبُ الحُسَينَ في أَعمْاقِ نفسهِ فالقى الدِرعَ وفَتحَ صَدرهُ للسيوفِ هاتِفاََ جُنِنتُ بِحُبِ الحُسينِ.

فلا في صدورنا حُبُ الحسين حتى على الاقل يوقِفَنَا من جُنونِ حُبُ الدُنّيا والمَالُ والسُلطةُ.

عذراََ سَيدي أيُّها الأَكبر أخشى إنَّكَ تَبكي علينا ونَظنُ إننا من بَكَينا لِأجلك ياعلي بجاهك عند ألله وبِكَ أدعو ألله بالفَرجِ لنا من دُنيا قد تَزَيَنتْ لَنا ومن نَفسٍ أَمّارةََ بالسوءِ قد راوَدتنا هَلاكنا.

وسلامٌ عَليكُم يانجومَ الطَف من كُلِ  ما أَلّمَ بِنا  من شُهَداءِ اليَمنِ الذي أمسى غيرُ سعيداََ ومن شُهداءِ الحَشدِ الذينَ تَنَكرَ لَهم أهلنا.

ومن فلسطين العِز والجهادُ التي تُسْتَباحُ تَحتَ أنظارنا ومن البَحرينِ والقَطيفِ التي قُطِّعَتْ فيها الرؤوسُ ولا من ناصرٍ يَنْصُرَنا ومن كُل حُر ومظلوم ردد شعارنا

السلام عليكم يا آل الحسين

وعلى عليٌ إبنَ الحُسين

وعلى أولاد الحُسين

وعلى أصحاب الحُسين الذين بذولوا مُهَجَهم دونَ الحُسين.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك