قاسم ال ماضي ||
في ألسّفْر التَأريخية لقَضيةِ الإمامِ الحُسين، ألتي لَيسَتْ قَضيةُ الإمامَ الحُسَّين بل قَضيةُ الأُمة،قَضيةُ الانسانيةُ جمعاََ، قَضيةُ عصيانُ إبليس وقضيةُ ذَبحَ إسماعيل النَبي،
قَضيةُ موسى نبي الله مع قومهِ اليَهود.
المُهِم إنَّ ذلك السِفْرُ يَحمِلُ في طَياتهِ أدباََ كاملاََ.
يَشبهُ ويضاهي سِجلَ بَعضَ الحَضاراتْ. فَهو يَحمِلُ مَعارِكُ وشُهداءُ وإنقلاباتُ وكُلُ ما تَحمِلُ الذاكرةُ من تَضاريسِ حَركاتِ الأُمَمْ، منها الروائي ومنها الحزين ومنها الإنساني.
بل كُل ما تَستطيعُ أن تُعددُ من فُنونِ الأدبِ والأحداث.
كما إنَّ فيها دينٌ وتَقوى وفيها عِرفانٌ ومعرفةٌ لِكُلِ مُتَعَطشٍ للعلمِ.
المُهِمُ إني أُحِبُ وأَتَشرفُ في دخولي من أحدِ أبوابِ ذلك التُراثُ الغَزيرُ و أرتَشفُ بَعضَ القَطراتَ من ذلك اليَّمُ المُحِيطُ وأَسْرِدُ بَعضَ الحَقائِقَ التي لم تَكُنْ يَوماََ غايةََ لِأُظّهِرَهَا أو لم تَكُنْ واضحةٌ فَأُشيرُ لها، ولكني أردتُ التذكيرَ لِنَفّسي ومن تقع بَصرهُ على نُظُمِ الحروفِ وإصطِفَافُ الكلمات للتَبَّركِ بالذكرى وصاحبُ الذكرى ومن حُمِلوا سَبَّياََ وَهُم أشرفُ الخَلقُ بَعدَ جَدهُم النَبيَّ.
ألحَقيقةُ الأولى:- إِنَّ إتِفَاقَيةَ مُعاويةُ مع الإمامِ الحَسنِ تقضي بِتَسليمِ الخِلافةِ للإمامِ الحسن إنْ بقيَّ على قيدِ الحَياةِ او للإمامِ الحُسينِ في حالِ رَحيلِ الإمام الحَسن.
ألحَقيقةُ الثانيةُ:- إنَّ الإمامَ الحُسينُ كان في مَسجدِ جدهِ رَسولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجَلاوِزَةُ يَزيدُ هم من إسْتَفَزَّهُ بأخذِ البَيعةِ عِنْوَّتاََ.
ألحَقَيقةُ الثالثةُ:- إنَّ الإِمامَ الحُسَّينُ خَرجَ إلى مَكَة وجاءَهُ ألكَمَ الهائِلَ مِن رَسائِلِ أهلَ العِراق يَسْتَصرِخونَهُ ويَستَنْسصِرونهُ فَكانتْ بِمَثابةِ ألحُجَةِ أو المَسؤوليةُ التي أُلقِيتْ على كاهِلِ الإمام.
ألحَقيقةُ الرابعةُ:- إنَّ الإِمامَ الحُسَينُ حِينَ عَرَفَ خِذلانُ ناقِضي العُهود ووئدُ الثورةُ وإلقاءُ كُلُ أنصاره الخُلّصْ في السجونِ وقَتلُ سَفيرهُ مُسلمُ أبن عقيل.
طَلبَ أنْ يَرجعُ الى مدينةِ جَدهِ ويحافظُ على السلام الأهلي مادامَ الناسَ قد رَضِيَّتْ بيزيدٍ حاكماََ، فَكَيفَ ماتَكونوا يُولَّى عليكم.
إلا أَنَّ يَزيدَ أَبى ألاَّ أَنْ يَشفيَّ صَدرهُ بِدَمِ الحُسينِ ويثأَرُ لِأجدادهِ المشركين في واقعةِ بدرٍ الكبرى.
ونَفْهَمُ مِنْ ذلك كُلهُ إنَّ الإمامَ مع خِطابِ العقل وحِينَّ عرف إنَّ الشيطان إتَخَذَ تلك ألعقولُ أدوات آثَّر ألحِفاظ على أمانِ النّاس ألذي أراده وإن كان أمانٌ أَساسَهُ إرهاب السُلطة. ولِذلك قالَ للذين معهُ أَنْتُمْ في حلٍ مني وبَقيتْ مَعهُ تِلكَ الثُلةُ الخالدةُ ولم يُقحم أحداََ من عامةِ الناس إلا الَذين إمتَحنَ الله قُلوبهم بالإيمانِ. وتَحَمَلو مع آل بيتِ الرحمةِ عِبْئَ تلك المسؤوليةُ ولم يَنْطِقُوا إلاَّ بما يُرضي الرَّبُ والشكرُ على ماحُمّلِوا من مسؤوليةٍ بَقِيَّت عَبْرَّ التأريخ نبراساََ لِكُلِ المَظلومين.
فَسلامُ على الحُسينِ
وعلى عليٌ إبنَ الحُسين
وعلى أولاد الحُسين
وعلى أصحاب الحُسين.
وعلى الَذِينَ بَذلوا مُهَجَهُم دون الحُسين.