المقالات

إصلاح أم انقلاب ؟!

1509 2022-07-31

فهد الجبوري ||

 

ما يجري في العراق هو انقلاب على الشرعية ، وعلى العملية الديمقراطية ، وعلى الدستور ، ولا علاقة له بما يطلق عليه البعض بالثورة على الفساد ، والفاسدين .

ما يحدث ليس أمرا عفويا حتى نحسن الظن بمن يقف وراء هذا التصعيد الخطير الذي يهدد السلم المجتمعي ، وينذر بعواقب خطيرة قد تنسف العملية السياسية برمتها ، ويسفر  لا سامح الله عن صراع دموي وحرب داخلية .

من يراقب تطورات الأحداث ومسارها منذ انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية ، واستقالة نوابه من مجلس النواب يجد بسهولة أن هناك مخطط مرسوم بعناية هدفه واضح وهو الانقلاب على الشرعية ومسك السلطة تحت يافطة الإصلاح ومحاربة المفسدين .

لقد انسحب الصدريون بمحض ارادتهم بعد أن فشلوا في محاولتهم لتحقيق النصاب المطلوب لانتخاب رئيس الجمهورية ، وقد حاول الإطار التنسيقي ثنيهم عن هذا القرار ، وإقناعهم بالعدول عنه حفاظا على سلامة وسلاسة العملية الديمقراطية ، وتفادي استمرار الانسداد السياسي الذي يضر بمصالح الشعب ، ويعرض أمنه واستقراره للخطر .

إن معظم القوى السياسية مقتنعة أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة هو الاحتكام الى الدستور ، والتقيد باحكامه ، وقد ظهر ذلك جليا في البيانات التي صدرت عنها والتي أكدت على ضرورة انهاء التصعيد ، واعتماد لغة الحوار ، وتغليب المنطق والعقل على النزعات الفردية التحريضية وعدم الانجرار الى الفتنه والصراع الداخلي .

الهجوم على مؤسسات الدولة بالطريقة التي حصلت ، وتهديد السلطة القضائية ، والاعتداء على مقرات الأحزاب تطور خطير جدا ، وعلى السلطات الثلاث اتخاذ الموقف الصحيح الذي ينسجم مع الدستور ، ومع الإجراءات القانونية التي تحرم استخدام العنف ، ومحاسبة كل من يحاول تعكير صفو الأمن والاستقرار لابناء الشعب العراقي .

إن الغالبية العظمى من الشعب ترفض أساليب الفرض والإكراه ، ولا تقبل أن يفرض فصيل سياسي واحد آرائه وموافقه على الآخرين ، ويتصرف تحت عنوان الوصي والقيم على شؤون البلد ، ويعرض نفسه المصلح الأوحد ، ويسيق الاتهامات للآخرين بالفساد والتبعية ، وهو بهذا الأسلوب يضع نفسه فوق الشبهات في الوقت الذي هو مازال يستحوذ على حصة كبيرة من المواقع المهمة في الدولة .

الفرصة ما زالت سانحة لتفادي التصعيد ، وعلى جميع القوى السياسية اتخاذ الموقف الوطني الصحيح ، المنسجم مع الدستور ، ونأمل أن يستجيب الطرف الآخر الى نداءات التهدئة والحوار التي صدرت عن معظم القوى السياسية في البلد وفي مقدمتها قوى الإطار التنسيقي التي أكدت موقفها واضحا وصريحا أنها لا تريد التصعيد ، بل هي مستعدة للحوار والتفاهم على موقف وطني مشترك يكون فاتحة خير على الوطن وعلى الشعب العراقي ، ويحقق له الأمن والاستقرار والطمأنينة .

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك