المقالات

تركيا تمادي بالجريمة وإستعلاء فارغ..!

1465 2022-07-26

فهد الجبوري ||   تركيا تتمادى في سياساتها العدوانية وتتصرف بروح استعلائية بالرغم من توفر الادلة الكافية التي تثبت ارتكابها جريمة دهوك  بدلا من الاعتراف بالخطأ ، وتقديم الاعتذار للعراق ، دولة وشعبا ، عن جريمتها النكراء في قصف احد منتجعات محافظة دهوك والتي راح ضحيتها تسعة مدنيين عراقيين ، وإصابة ٢٣ اخرين بجروح ، تجاهلت الحكومة التركية كل الحقائق والوقائع التي تثبت تورطها في ارتكاب هذه الجريمة البشعة ، معلنة وعلى لسان رئيسها اردوغان أن تركيا ليست متورطة بهذا الحادث ، حيث صرح في مقابلة مع قناة تركية محلية الاثنين ان الهجوم نفذه ارهابيون بهدف تخريب العلاقات التركية العراقية على حد زعمه . وتحدث اردوغان بلغة تهديدية حيث قال بشكل صريح " ان تركيا حذرت المسؤولين العراقيين من ضرورة توخي الحذر اثناء الإدلاء بتصريحات حول الهجوم " وهذا يتضمن تشكيكا واضحا بالبيانات الرسمية التي صدرت عن الحكومة العراقية والتي أكدت ضلوع تركيا بهذا الهحوم الإجرامي . وكان الأجدر بالرئيس التركي اذا كان فعلا حريصا على إدامة العلاقات مع العراق ، أن يتحلى بالشجاعة الأخلاقية ويعترف بالجريمة ، ويعلن موقفا صريحا في سحب جميع القوات التركية من الأراضي العراقية التي تتواجد عليها منذ سنوات طويلة في خرق واضح وسافر لسيادة العراق والقوانين الدولية التي تحرم وتجرم انتهاك سيادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة . ولعل أحد الأسباب المهمة التي تجعل ارودغان يتمادى ويتصلب في مواقفه هو ضعف الحكومات العراقية ، وعدم قدرتها على مواجهة الخروقات والتوغلات والاعتداءات التركية المتواصلة ، وكلنا يتذكر ان القوات التركية قد قامت في شهر تموز من عام ٢٠٢٠ بعملية توغل كبيرة داخل الأراضي العراقية في إطار عملية اطلقت عليها اسم " مخلب النسر " . وفي حينها لم تحصل ردة فعل قوية من جانب الحكومة العراقية التي اكتفت فقط بإصدار بيانات الاستنكار والاحتجاج ، وكان ينبغي على السلطات العراقية ان تقوم باتخاذ الإجراءات الرادعة ضد تركيا ، وان تمارس وظيفتها في حماية الأراضي العراقية ، والمحافظة على سيادة البلاد وكرامة وعزة وامن الشعب العراقي . إن العراق يمتلك الكثير من الخيارات التي تدعم موقفه الرسمي والقانوني في الدفاع عن سيادته ، وردع اي عدوان يتعرض له ، ومنها العمل الدبلوماسي المنظم شرط أن يكون وراءه موقف رسمي وشعبي منظم وقوي ، وهذا ما حصل فعلا بعد وقوع الجريمة الأخيرة ، حيث كان ردة فعل الشارع العراقي عليها قوية وداعمة للموقف الحكومي . ولكن العمل الدبلوماسي وحده غير كافي ، ولابد من اجبار تركيا بالقوة على الخروج من الأراضي العراقية ، وإخلاء القواعد والمناطق التي تستخدمها في ارتكاب عدوانها ضد العراق .  وهناك خيار آخر بيد العراق وينبغي الإسراع في العمل به ، وهو الورقة الاقتصادية التي إن احسنت الحكومة استخدامها سوف تجعل تركيا تتراجع عن مواقفها العدوانية ، وتفكر جديا في اعادة النظر بسياستها الراهنة . ومن المعروف أن حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق بلغ خلال السنوات الأخيرة حوالي ٢٠ مليار دولار ، وبهذا يحتل العراق المرتبة الرابعة بأكثر الدول المستوردة للبضائع التركية بعد كل من ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا . إن استخدام الورقة الاقتصادية ، خاصة في الظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد التركي وانهيار قيمة الليرة التركية سوف ترغم انقرة على التراجع ، واحترام سيادة العراق ، وسحب جميع قواتها من الأراضي العراقية ، وعلى العراق أن يعيد ترتيب علاقاته معها وفق معايير وقواعد جديدة تردم الفجوة الموجودة وتعيد وضعها على السكة الصحيحة رعاية لمصالح العراق وحقوقه وسيادته الوطنية التي ينبغي أن تكون خطا أحمر .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك