قاسم ال ماضي ||
لو أَنَكَ أجْرَيّتَ بَحثاََ إِحْصَّائياََ عن الجَرائِمِ التي حَدثَتْ في التَأريخِ إلى يَومَنا هذا تَجدُ إنَ الغالِبيةَ العُظمى كانت من أجلِ إِخفاءِ وتَضليلُ الحقيقةُ.
أو إِسْكاتَها أو لِسَلبِ حقٍ مِنْ أصحابهِ ولو إِنَنَّا إختَصَرنا في بَحثِنَا عن تأريخَنَا نَحنُ كَمُسّلِمينَ أو حَسَبُ مانَدَّعي ذلك نَجِدُ إنَ جَريمةَ إنكارُ ومحاولاتُ تَغّييبُ بيعةُ الغدير وسَلِبُ حَقَ الإسلامَ والمُسلِمينَ في تُنَفيذ بِنودِ تِلكَ البيعةُ من أَكبرِ الجَرائِمِ.
ولا أَقولُ حَقُ عليٍ (عليهِ السلام) فقط بل حَقُ الأُمةَ الإسلاميةَ جَمْعاََ بل فاتحةُ باب لِكُلِ الجَرائِمِ التي أُرتُكِبَتْ في الإسلامِ بَعدَ رَحيلَ خاتَمَ الأنبياء صلى الله عليه وآله.
وتَوالَتْ بَعدها الجَرائِمَ مِثْلَ كَسْرِ ضِلع الزهراءَ، وصفِينُ، والجَملُ، والطفُ.
ولا حَصّرَ لذلك النَزيفُ المُتَدَفِقُ من كُلِ أنواعِ الخَطايا والآثَامُ، فَكُلُ دِماءَ
آلَ النَبي ودماءُ أتباعِهِمْ وسَلبُ حُقُوقِهمْ قَد شُرِعَتْ حِينَ أُنْكِرَتْ البَيعةُ الربانيةُ وذلك الذَنْبُ العَظيمُ والمَعْصِيةُ الكُبرى التي تَشّبَهُ معصيةَ إبْلِيسَ اللَعِينَ، حِينَ رَفَضَ ألأمْرَ الإِلهيَ في السِجُودِ لِآدَمَ عليهِ السَلامَ، فَكانَ سُجُودُ الملائِكَةَ بيعةً لِآَدَمَ (عَليهِ السلام).
ويَومُ بَيعَةُ الغَديرَ بَيعَةََ لِأَمّيرِ المُؤمِنيِنَ عليٌ (عليه السلام).
والطامةُ الكُبّرى المُجْرمِينَ اللاحِقِينَ لا يَعْتَبِروا ولا يَتَعِظوا من مَصيرِ أسّلافِهمْ السابِقينَ ألَذِينَ ضَجّتْ بِهمْ مَزابِلُ التأريخ.
ومِمَّا يُعَقِدُ الأمرَ ويَزّيدَهُ إجرامٌ، ومَع سَبْقِ إصّرارٍ هو تَغِييبُ ذكرى ذلك الحَدَثُ العَظيمُ في قَنواتِنا الرَسمِيةِ.
بل في دِستُورِنا الذي يُعْتَبَرُ إِنَّهُ شُرِعَ وأعتبر الإسلامَ الحَنيفَ أَهمَ مصادرهُ بل مَصدرٌ أساسيٌ في التَشْريعِ حَيثُ لا إشارةٌ لِذكرى أو إحتفالٌ أو على الأَقلِ تَعْطِيلٍ رسميٌ كَما يُعَطَّلُ لِبَعْضِ الأَسْبَابِ الدينيةِ والإسلاميةُ والوطنيةُ وغيرها. ثُمَ إنَ قَنَواتَنا الرسميةُ تَضَعُ ألفَ عِصَّابةََ على عُيونِ القَائِمينَ عليها وتَضعُ أطّنانَ القُطْنِ في الأذانِ لكي لا تَسْمَعُ وتُسّمِعُ الآخَرينَ شيئاََ عن ذلك الحَدثُ الإسلاميُ العَظيمُ.
ولا أَعرِفُ أَيَّ سَبَبٍ لِذلك!!
هوَّ الخَوفُ مِنْ عليٍ في ضَريحهِ؟؟
أو الخَوفَ من الأسّيَادِ؟
أو ألدونيةُ النفسيةُ؟
او إرضاءٌ لِمَنْ شَرَعَ قَتْلَنا؟؟
ولكن لايُهِمْ قافلةُ عليٌ ومحبيه تَسيرُ ولا يَهَمُها أصواتُ النَشَّازُ ولا سكُوتِهِمْ.
إني حَسَبُ مافَهِمْتُ من كِبارِ رِجَالِ العِلمِ وأهلُ ألحِكمَةُ إنَ كُلَ مَنْ مَرتْ عَليهِ بَيعةُ الإسلامُ المُحَمَديُ الأَصيل بَيعةُ الغَديرُ الأَغر وتَجاهلَ ولم يتفاعل مع ذلك الحَدثُ العَظيم فَإنَ هُناكَ خَلَلٌ.