كندي الزهيري ||
((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)).
فعلتها اليهود بسيف أهل النفاق والجهل وأصحاب الأهواء، فشقت وحدة كلمة المسلمين، حتى أصبحوا طرائق قددا . بين فترة وأخرى نشهد إقامة مؤتمرات للتقارب بين المذاهب، الهدف الوصول إلى كلمة (واحدة)، تحفظ كيان المسلمين، جيد وفعل مستحسنا ، لكن أ يحل مثل هذه الفعاليات إنقسام المسلمين؟ أم يوحد الرؤية؟. أسئلة كثرة وعلامات الاستفهام أكثر؟ حول جدوى هكذا مؤتمرات؟.
في الحقيقة أن جذور الشقاق وتفرق وحدة المسلمين، آتية من الأزمنة السالفة، ولم تعالج هذه الأمة ذلك الشرخ في مسيرة المسلمين، ولم يعالج طعنة الخنجر الغدر اليهودي في جسد الأمة، أن سبب الخلاف يعود إلى نكران وصية رسول الله (صل الله عليه وآلة)، والرجوع إلى السقيفة.
نعم شهدوا على وصية رسول الله (ص) وشهدوا أنها حق، لكنهم أنكروا على آل بيته (عليهم السلام) حقهم بوصية نبيهم محمد (صل الله عليه وإله)، لينال أعداء هذه الأمة من روح الرسالة، ليجعلوها طوائف متناحرة، فلم تقم هذه الأمة بنصرة وصية رسول الله (ص) مطلقا .
لم يقف إلى هذا الحد فقط بل أصبحت تنصر المنكر وتحارب المعروف، بنصرتهم الأعداء النبي (ص).
ليوم يجلسون لمناقشة كيفية وحدة المسلمين!، من هم، أكثرهم وعبر الإعلام والمنابر، يشهدون بأن أهل البيت النبي على حق، ويترضون على أعدائهم، يصدقون كلام رسول الله ثم يتهمون أهل بيته بإثارة الفتن، يشهدون بأن الإمام الحسين (ع) سيد شباب أهل الجنة، لكن يتهمونه بالخرج على إمام زمانه، الملعون شارب الخمر قاتل النفس المحترمة يزيد، ويترضون عليه، عن أي وحدة نتكلم في ظل هذا النفاق؟.
لا بل أصبح المذهب الواحد مقسما على كهنة أصحاب الأهواء الفاسدة والمنحرفة. وصبح الآمر أتعس من ذلك حتى في تشخيص عدو الأمة أصبحنا مشتتين، فكيف يفسر منابر المسلمين التي تدعوا إلى نصرت أعداء المسلمين ، وقتل كل من يقاوم من أجل الإسلام، واليوم يتوحدون مع الأعداء ضد الإسلام ، فأين إذا نتائج مؤتمرات الوحدة ، لا بل أتعس من ذلك تقديم أطروحة القومية كسبيل للخروج من انتكاسة المسلمين، ولا ننسى بأن هذه الوحدة مشوه، بعضهم لحسابات سياسية، حتى أصبح مسلما عربيا ومسلما أعجميا. إن هذه المؤتمرات ما لم تحل جذور الصراع، وتطهر المنابر من رجس اليهود، لم ولن يكون هناك وحدة مطلقا، إنما هو شعار لا أكثر. السبيل للوحدة يكمن في؛ رجوع الأمة إلى وصية رسول الله (ص) وتبيان الحقائق، والرجوع إلى السنة النبوية وكتاب الله واَل البيت (ع)، وإعطاء الحقوق، وتطهير المنابر، ولن يكون ذلك سهلا، لكون هناك إرادات داخلية للحكام فاسدين، وأيادي صليبية ويهودية، ما لم تكسر ، لم ولن يكون هناك أي تقارب أو توحيد الكلمة وكلمة التوحيد مطلقا...