المقالات

مألات زيارة الكاظمي للسعودية

1504 2022-07-13

ضياء المحسن ||

 

يعتزم السيد مصطفى الكاظمي (رئيس الوزراء المنتهية ولايته) زيارة المملكة العربية السعودية، والتي تتزامن (بالصدفة البحتة) مع مؤتمر يعقد هناك للدول التي لديها علاقات مع الكيان الصهيوني ودول في دور التطبيع مع هذا الكيان الغاصب، وزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي تعتبرها إدارته بأنها دولة تخرق قواعد الحقوق لمواطنيها منطلقة من حادثة مقتل الصحفي عدنان خاشقجي.

عندما نقول إن المتغطي بعباءة الأمريكان عريان فهذا ليس من باب التشفي، بل هو محاولة لجعل المتلقي يفكر جدياً بالأمر قبل المضي قدما فيما ينوي القيام به، لأن الولايات المتحدة لا يهمها من شأن هذا البلد أو ذاك إلا حماية مصالحها وتأمين عصب الحياة الاقتصادية لمواطنيها على حساب الشعوب الأخرى

بعيدا عن ماهية الإتفاقات التي سيعقدها السيد الكاظمي وإلزامية هذه الإتفاقات للحكومة القادمة، يبدو أن السيد الكاظمي أوقع نفسه بين مطرقة الذهاب الى قمة السعودية وسندان الكتل السياسية التي تتربص به، لأنه سيكون متواجد والمجتمعون يناقشون موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني، في وقت لم يجف بعد الحبر الذي تم فيه إقرار قانون تجريم التطبيع مع هذا الكيان الغاصب، أضف الى ذلك فإن زيارة بايدن مصممة بالأساس للضغط على الدول الخليجية والتي لديها وزن في (أوبك+) لزيادة إنتاجها النفطي، بسبب تأثير الحظر على الصادرات النفطية الروسية والتي تسببت بإرتفاع المحروقات في الولايات المتحدة وأوربا كثيرا، وهو الأمر الذي ينذر بموجة من الإحتجاجات في هذه الدول في حال إستمرار الأزمة الى فصل الشتاء.

في الوقت الذي تؤكد فيه صحف أمريكية (الواشنطن بوست وصحيفة لوس أنجلس) أن ذهاب بايدن فقط لتأمين النفط وضمان إنسحاب دول الخليج النفطية من إتفاق (أوبك+) متناسياً تعهداته أثناء حملته الانتخابية بجعل السعودية بلد منبوذ، ناهيك عن ضرورة تأمين أمن الكيان الصهيوني، من خلال عقد إتفاق أمني مشترك يضم دول الخليج والأردن ومصر والعراق عن طريق نشر تكنولوجيا دفاعية إسرائيلية، لمواجهة الطائرات المُسَيرة التي ضربت مرات عديدة منشآت نفطية في السعودية والإمارات وإسرائيل، بالإضافة الى ضرب مناطق في شمال العراق، بأيدي الفصائل المسلحة التي تعد الولايات المتحدة دولة محتلة، وإسرائيل كيان غاصب، وهذه الدول تساعد على إستمرار بقاء هذا الكيان محتلاً للأرض الفلسطينية.

مشروع الناتو العربي يمثل نسخة معدلة من مشروع حلف بغداد، والذي أسهم في سقوط الملكية في 14 تموز 1958، لأن التوافقات الدولية لا تسمح بأن تكون هناك يد طولى لأحدهما على حساب الأخر، وما يجري في سيرلانكا ومن قبلها أوكرانيا ما هي إلا مقدمات لتشكيل نظام عالمي جديد بعيد عن الأحادية التي كانت تتسيدها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال ظهور روسيا والصين ومن خلفهم إيران، والتي تشاء (الصدفة البحتة) أن تكون هناك قمة ثلاثية في طهران تجمع بوتين رئيسي أردوغان.

أين العراق من هذا كله؟

نجد ضرورة أن تفهم الفعاليات السياسية اللعبة الجاري الإعداد لها، لإتخاذ قرار مصيري مع مَن يقفون؟ هل مع محور بايدن أم مع محور بوتين حيث أن الذهاب مع أحد المحورين سيرسم مستقبل العراق والعملية السياسية المتأرجحة فيه، وهنا نقول كلمة على الجميع أن يعيها أن التاريخ لا يرحم من يحاول بيع العراق لمحور نعلم جيدا أنه يرسم لقضم الأرض الفلسطينية، فالمشاركة في هكذا مشروع ومحاولة ضرب المقاومة موضوع لا يمكن السكوت عنه.

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك