يوسف الراشد ||
مثل قديم يتداوله العراقيين على صحبة الجار وما له من حقوق وواجبات وقد حثت الشرعية الاسلامية على حسن الجوار والتعامل الخلوق مع الجيران وقال رسول الله ( ص ) بحق الجار .... جارك ثم جارك ثم جارك ثم اخاك وهو تاكيد على حسن الجوار والتعامل الحسن معهم ومشاركتهم افراحهم واحزانهم والوقوف معهم عند الشدائد والمصائب والاعتداء او الابتلاء .
ومن العادات الحسنة التي كانت تمارسها العوائل والعشائر العراقية قديما حينما يسكن جار جديد او يشتري بيت في محلة معينة فان جيرانه يقدمون له ثلاثة وجبات من الطعام اما لاسامح الله فاذا اصابت احد الجيران مصيبة الموت فيتكفلون الجيران ولمدة ثلاثة ايام بتقديم الطعام والشراب ومبيت المعزين الى جيرانهم اما اذا تعرضت بيوت جيران الى الحرائق او السرقة من اللصوص فيتعهد اهل المنطقة والجوارين بالتبرع بالمال لجيرانهم وهذه كلها من العادات الحسنة التي توارثها بحق الجار .
بعد هذه المقدمة البسيطة والاستراض الجميل للعادات والتقاليد الحسنة التي ورثناها من اهلنا واجدادنا وتربينا عليها وربينا اولادنا وابناؤنا عليها ماذا قدم جيران العراق .. للعراق منذ سنوات خلت والعراق يتعرض لحرب ضروس وابادة جماعية وحصار جائر قادتها الولايات المتحدة الامريكية ضد الشعب العراقي وراح ضحيتها خيرة شباب العراق ففي عام 1991 قامت امريكا والتحالف بشن عدوان عسكري شارك فيها الاشقاء العرب وجيرانه الاردن ومصر والسعودية وتركيا ودول الخليج ضد الشعب العراقي .
اما الاردن جار العراق ماذا قدم للعراق فهو رأس البلاء والفتنة والاشد عدوان وعمالة ضد الشعب العراقي فكل الفتن والتامر وايواء القتلة والمجرمين والخارجين عن القانون مسكنهم وماواهم الاردن والانتحاريين والقتلة والدواعش هم مواطنيين اردنيون والسيارات المفخخة عن طريق الاردن ويحتفلون ويقيمون مجالس العزاء على الانتحاريين الذين يفجرون انفسهم في العراق ويقتلون الابرياء من الشعب العراقي وحتى هذه الساعة يتعاملون مع الطلبة العراقيين او التجار او السياح العراقيين بعنصيرية ومعاملة سيئة .
والعراق يقدم لهم البترول مجانا وقسم باسعار تنافسية اقل من سعر السوق العالمي وعملاء العراق عطلوا ميناء الفاو لتاتي البضائع من ميناء العقبة عن طريق الاردن ورئيس النظام السابق منحهم اراضي عراقي على الحدود بدون مقابل وحتى يومنا هذا وهم يبجحون رئيس النظام صدام المجرم ويقيمون له مجالس العزاء ويسمون الشوارع والاحياء باسمه .
اما السعودية فسجون العراق ممتلئة وتحوي 5000 الاف ارهابي انتحاري من الجنسية السعودية ما عدى الذين فجروا انفسهم في العراق وفتاوى الوهابيين لازالت عالقه في اذهان العراقيين اما الطائرات الامريكية تخترق الاجواء العراقي ابان الحرب عن طريق السعودية والكويت لتلقي اطنان المتفجرات على الشعب العراقي وحتى يومنا هذا والشر والتامري السعودي على العراق لازال قائم واطماع السعودية في الاحتلال الاراضي العراقية عن طريق الاستثمار الاققتصادي في بادية السماوه والنجف او الانبار .
اما تركية جار العراق الشمالي فلا زال اثار الامراطورية العثمانية معشعشة في عقول حكامها وتطالب بولاية الموصل وكركوك وتعتبرهما من اراضيها وهي تقوم حاليا باحتلال اراضي من شمال العراق في اربيل ودهوك وتشن هجوم بربري مسلح واما انظار العالم وامريكا لاتحرك ساكنا بعتبارهم الحليف الاسراتيجي للعراق وهناك اتفاقية الدفاع المشترك بينهما وحكومة اقليم كردستان تشارك في التامر على العراق وتسهل تحرك الاتراك فيها .
اما ايران فسوف لااتكلم عن مواقفهم ووقوفهم مع الشعب العراق منذ الحصار الذي فرضته امريكا وحلفاؤهم عليه وفتحت حدودها لدخول البضائع والاسلحة والمعدات بعد ان تخلت عنا جميع الدول العربية ومنا جيران العراق وحتى لااتهم بالتحيز والانحياز لايران ولكن اترك الامر لاصحاب الاقلام والضمائر الحية للتحدث عنه ... يبقى نقول كوم احجار ولاهذا الجار ....... فان هذه الازمة ستزول ويتعدل الحال وسيكتب التاريخ العدو الحقيقي من الصديق .