كندي الزهيري ||
لا يخفى على أحد مدى سيطرة أمريكا على العالم بكافة المجالات، إلى درجة أصبحت تتحكم بمصاير الشعوب، بين التبعية أو الحصار، أو الإرهاب، إلى إقامة مجازر لكل شعب يرفض الشيطان الأكبر وسياساته.
تفردت أمريكا في إدارة العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لتصبح القطب الأوحد والمتربع على عرش العالم، ما ساعد أمريكا على ذلك هو " الإعلام والدولار"، ليصور للعالم بأنه الوحش الأمريكي لا يمكن هزيمته مطلقا.
اليوم تتراجع أمريكا ويهرم البيت الأسود أن صح الوصف، مع هذا التراجع تظهر قوى عالمية منافسة وبقوة على إدارة العالم وكسر القطب الأوحد، وهي الجمهورية الإسلامية في إيران، وروسيا، وأخيرا الصين، التنين الذي أصبح كابوسا حقيقيا للشيطان الأمريكي، كما أصبحت إيران كابوسا جاثما على صدر أمريكا وعملائها، كذلك الدب الروسي الذي أصبح يخنق الحديقة الخلفية لأمريكا.
اليوم يصرح البيت الأبيض، من منطلق العاجز، إن الولايات المتحدة تسعى لجمع 200 مليار دولار من الأموال الخاصة والعامة على مدى خمس سنوات لتمويل البنية التحتية المطلوبة بالدول النامية في إطار مبادرة لمجموعة السبع تهدف إلى مواجهة مشروع الحزام والطريق الصيني.
وهذا دليل على شدة المنافسة بين النظام الجديد والنظام القديم الذي كان من نتاج الحرب العالمية الثاني.
لكن كيف سيجمع الأمريكي الذي يعاني من أزمات مالية خانقة، والتراجع في السياسة الخارجية؟.
يجيب البيت الأبيض عن ذلك بتصريح "سيتم جمع الأموال من خلال المنح والصناديق الاتحادية ومن خلال الاستفادة من استثمارات القطاع الخاص"، مضيفا أن "مئات المليارات من الدولارات الإضافية يمكن أن تأتي من بنوك التنمية متعددة الأطراف ومؤسسات تمويل التنمية وصناديق الثروة السيادية وغيرها".
وللتذكير بانت أمريكا لا تستطيع أن تحارب أي دولة وان كانت فقيرة، لا عن طريق التحالفات الدولية، لكون أمريكا دائما ما تكون الخاسر الأكبر في أي معركة، أن كانت سياسية أو عسكرية أو اقتصادية، رغم أن تمتلك من القوى الصلبة ما يؤهلها إلى تدمير أي دولة حسب الإعلام، لكنها لا تستطيع أن تفرض أي قرار سياسي ما لم يكن مسنودا من قبل منظمات ودول، مع ذلك لم تعد تتمتع بصنع القرار وفرضه لا في مجلس الأمن الدولي ولا في الساحة العالمية.
المسؤول الأهم هل ستتعاون المجموعة السبعة مع الهرم بايدن؟ أم سيكون لقاء بروتوكوليا، ومادة إعلامية فقط.
ننتظر ما سيكشف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الخطط، وبجواره قادة مجموعة السبعة الآخرين، الذين كشف بعضهم بالفعل عن مبادراتهم المنفصلة، في تجمعهم السنوي الذي سيعقد هذا العام في قصر إلمام في جنوب ألمانيا...