حسن المياح ||
إني أذيع عليكم مصطلحآ سياسيآ جديدآ فيما يخص السياسة وعالمها الحركي التنافسي . في العراق، وأنه إصطلاح واقعي، معاش، ومجرب، ومعلن، ومتفاخر به، ونصيبه من الطاعة والتهليل، ما شاءت له الشيطنة المكيافيلية الصعلوكية السياسية أن يكون له من نصيب، وحصة، ودرجة وثوق طاعة، وتحقيق . وأن هذا المصطلح الذي له دوي فاعلية وقوع وتأثير، وما له من بركان ترهيب، وما يتصف به من غليان تخويف وتهديد ووعيد .. هو《السياسة المستقيلة.
وكل هذا الذي يجري، ويتسارع به، ويؤكد عليه، ويكون، هو من أجل إستئثار التفرد بالحاكمية نهبآ وعبثآ وإستئثار مجموعة ذوات --- تدعي وتزعم أنها سياسية --- متقوقعة متصعلكة، وإن إنطوت على نوع هش بارد مزين مبرقع مزركش مستفيد من عناوين التوافق والتآلف والتكتل والإجتماع، وكل هذه الأوصاف المتمكيجة، المزينة المتلونة المتحوربة المتقلبة، والنعوت المجملة المنمقة المزروقة، أنها في حالة وجوس خيفة، وعدم وثوق طرف من الآخر، لأن ذئاب * الغابات الكثيفة * الجائعة العاوية متوحشة شرسة، ناهبة خامطة مفترسة، ولذلك هي لا تؤتمن، ولا يمكن الركون والهدوء والثقة الى سلامتها، المتمظهرة خداعآ منظرآ الى وداعتها، لما هي تتحفز وتتهيآ للقفزة الناطة الطافرة الطائرة لإقتناص فريستها، لما يكون هناك صيدآ سمينآ مهيئآ حاضرآ جاهزآ طازجآ، وأن آصرة التجمع لكل هذه العناوين ( المفتعلة ) هي المحاصصة التي إياها يحاربون تصريحات قلقة ضاجة ملعلعة صاخبة قاضة فارغة مهلهلة كاذبة زائفة، ويعملون عليها رهان تسابق خيل عربية أصيلة لما تتمتع به الخيول العربية الولادة والمنشأ والفحولة الأصيلة الطويلة الممتشقة القوام والشديدة السمت الرفيعة، من همة وخفة وقوة وسرعة عدو وإستمرار وتواصل دبيب حثيث .... حتى تحقق الفوز، وتكسب الرهان .
والسياسة المستقيلة هي نتيجة لمقدمة ومقدمات كما هو الإستدلال المنطقي لما يتعامل به برهان تدليل، وصحة قوة حجة، للوصول الى النتيجة اليقينية الصادقة الصحيحة، ومقدماتها التي تتكون منها هي السياسي والمسؤول والنائب والحزبي، والتخلي عن أداء التكليف والهروب من تحمل المسؤولية، وإلغاء صون الأمانة وتجنب الحفاظ عليها، وإقرار الطاعة المسلفنة المعدة الجاهزة، وحضور التوقيع البرق السريع المأمور إستجابة فورية للإستقالة، وما الى ذلك من تهيئات ومستلزمات عناوين إستقالة والتمهيد اليها .. ولما تتحقق كل هذه المقدمات وجودآ نوعيآ وكميآ حاضرآ واقعآ جاهزآ، مهيئآ مسبقآ ومعدآ قيد إنتظار إشارة، أو إيعاز، أو أمر، وتعلوها الطاعة الجاهلية الجهلاء غير المميزة وغير المدركة البكماء العمياء --- إصطناع صنمية عبودية بشرية، ووثنية كارزما عاطفة قيادة تورم وإنتفاخ وإنتفاش -- التي لا تبقي، والتي تنفي وتلغي وتنسف حرية سيادة قرار للذي يقدمها ..فأن النتيجة اليقينية الحاصلة من كل هذه المقدمات المكشوفة المتعددة المتنوعة الواضحة، هي إستقالة السياسة عن مواصلة خوض غمارها في الحراك، وأنها السياسة المتنازلة عن كل ما هو تنافس وسباق وتحاور وتوافق وإتفاق ومرونة تبادل رأي سياسي، وأنها السياسة المستقيلة التي تحفر قبر كل شماعة يصول ويجول، ويناكف وينازع، ويحاور ويطالب، من أجلها المسؤول، والحزب، والتجمع، والتكتل، والتآلف السياسي، وما الى ذلك من تسميات رثة غثة غثاء ذباب منشطر متكاثر متناثر طائر، وعناوين بالية إستهلاكية بالية مركونة نائمة متروكة مهملة لا يقيمون لها وزنآ، من مثل، مكون، وتحاصص، أو قل توافق محاصصة، وقومية، ومذهبية، وجغرافية إنعزال وعزل وإنفراد وخصوصية تفرد محافظة، وكثرة مقاعد برلمانية لا تسمن ولا تغني من جوع كما هو حاصل للتيار الصدري من فوز في الإنتخابات بعدد الأصوات، وبعدد المقاعد في البرلمان، وهو له الحق وحده --- أو أحب أن يتآلف مع من يريد --- في تشكيل الحكومة، الذي سد طريقها، وقفل، وأحتفظ بالمفتاح لحين تحقيق توزيع حصص، وتأمين إمتيازات محاصصة، وحفظ سلام وأمن المسؤول السياسي الفاسد الناهب الذي هو موضوع المساءلة، وما الى ذلك من توسلات براجماتية مكيافيلية توظيف إستئثار منفعة ذات مسؤول ومصلحة حزب سياسي .
والسياسة في العراق لما تستقيل، وتتخلى عن فاعلية وجودها، وتتنازل عما هو ثقل دفع زخمها المتحاور المرن، ويصبح روجها وموجها وتيارها الجارف الشديد الفائر المندفع في عداد الملغى، وغير المحترم .
فعلى الصعلكة --- ( أن تهب متورمة، وتنزل الى الشارع منتفخة معربدة، وأن تسوس الأمور إنتفاش مكيافيلية براجماة إستئثار منفعة ذات بلطجي حزبي لما ينهب، ولما يسرق، ولما يستهتر بمقدرات وكرامة كل من هو مواطن عراقي، وكل ما هي ثروات وخيرات وكنوز وذخائر ومدخرات العراق والعراقيين ) --- بمفهومها الجاهلي أن تكون هي السلطان الحاكم، والقائد الناقم، وأن النظام فوضى، وفي هرج ومرج، وأن وضع العراق، وحياة العراقيين في ظلمة حيص وبيص ..
هذا ما نعنى، ونقصد، بمصطلح 《 السياسة المستقيلة 》، والتي هي إستقالة كل ما هو عمل وفعل وحراك سياسي .. تمهيدآ لحاكمية سلطان الصعلكة الجاهلية المتبلطجة شرور قتل وإنتقام، وتهديد ووعيد، ونهب وإستئثار، وإشاعة فوضى وإستهتار، وترويج الرعب والإختطاف والسيب المنفلت والإنحلال .. ويكون، ويبقى العراق والعراقيين ما بين مستقيل ومقال، وما بين تهجير وترحال .. ولكن لا يدوم هذا الحال .. لأن للعراق والعراقيين ربآ رحيمآ رؤوفآ منتقمآ جبارآ، يحميهم من كل قيل وقال، ومن كل حيلة وإحتيال، ومن كل مكيافيلية إنقطاع، وبراجماتية إستئثار وصال وتواصل وإتصال .
هذا وصف عام، ونعت شامل، لكل ما هي سياسة إنتحالوإحتيال، وإدخال، وإحتلال .
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha