المقالات

في ذكرى صدورها..!

1578 2022-06-10

فهد الجبوري ||

 

 فتوى الجهاد الكفائي أنقذت العراق من هجمة ارهابية شرسة، ووحدت البلاد في ملحمة تاريخية قل نظيرها

نستذكر هذه الايام بالفخر والاعتزاز ذكرى صدور فتوى الجهاد الكفائي من قبل سماحة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني ( دامت بركاته ) . في الثالث عشر من شهر حزيران عام ٢٠١٤، وذلك على خلفية الهجمة الإرهابية الشرسة التي قام بها ما يسمى " تنظيم الدولة الإسلامية " هذه المجموعة الإرهابية المدعومة من قبل قوى الاستكبار والصهاينة، والتي سيطرت على مناطق واسعة من البلاد، وقامت بارتكاب مجازر دموية بحق السكان المدنيين في المدن والقرى التي اصبحت خاضعة لسيطرتها، وفرضت عليهم أحكاما جائرة بعيدة كل البعد عن تعاليم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف .

وإزاء هذا الوضع الخطير والذي كان ينذر بوقوع أحداث مأساوية حيث كانت العاصمة بغداد ومدن اخرى مهددة بالسقوط، تصدت المرجعية الدينية العليا وقامت بأداء واجبها الشرعي من خلال فتواها الخالدة، والتي لاقت الاستجابة الشعبية المنقطعة النظير، وهبت جموع الشعب من مختلف الفئات العمرية للدفاع عن البلاد، وحسب بعض التقارير الموثوقة فقد وصل عدد المتطوعين في المراحل الأولى من صدور الفتوى الى حوالي ٣ ملايين متطوع .

ولقد كان الهدف الأساسي للفتوى هو حفظ العراق، وشعبه، ومقدساته، وقد كانت واضحة جدا في مقاصدها بحيث قطعت الطريق أمام اية محاولة للتشكيك، أو التشويه حيث جاء في نصها ما يلي " إن طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن هذا الوطن وأهله وأعراض مواطنيه، وهذا الدفاع واجب على المواطنين بالوجوب الكفائي . ومن هنا فإن على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين دفاعا عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم التطوع للانخراط في القوات الأمنية لتحقيق هذا الغرض المقدس "

وقد أصبح الاحتفال بالذكرى السنوية لصدور الفتوى مناسبة وطنية بعد ما صوت مجلس النواب العراقي بالإجماع على صيغة قرار باعتبار يوم الثالث عشر من حزيران من كل عام مناسبة وطنية يحتفل بها شعبنا تخليدا لهذه الفتوى العظيمة، وتكريما للشهداء الذين سطروا بدمائهم الزكية ملاحم الجهاد والمقاومة والشهادة في سبيل الدين والوطن والمقدسات .

وبفضل حكمة المرجعية، وحسن تدبيرها، وإخلاصها، وحرصها الشديد على أمن واستقرار الشعب، تمكن العراقيون من تحقيق نصر عظيم على عصابة داعش الإرهابية، وطردها من كافة المدن والأراضي التي وقعت تحت سيطرتها، وكانت بحق ملحمة جهاد ومقاومة ونصر قل مثيلها في العالم، وهي تذكرنا بملحمة ثورة العشرين التي قاوم بها الشعب العراقي بكل شجاعة الاحتلال العسكري البريطاني، وكان ذلك ايضا استجابة لفتوى الجهاد التي صدرت عن المرجعية الدينية العليا في ذلك الزمان .

ولم يقتصر تاثير الفتوى على تحقيق النصر العسكري الحاسم، وإنما كان لها الأثر البالغ في توحيد صفوف الشعب العراقي  بكافة طوائفه ومكوناته حتى امتزج دم الشيعي مع دم اخوانه من السنة والمسيحيين والايزديين والصابئة وغيرهم، في ملحمة وطنية أثارت إعجاب وتقدير كل الشعوب الحرة التي ترفض الظلم والفكر الظلامي المنحرف .

وقد اصبح الحشد الشعبي قوة وطنية عقائدية، وجزءا مهما من القوات المسلحة العراقية، ومازال يقوم بدوره الوطني الفاعل في الدفاع عن البلاد، وملاحقة فلول الإرهابيين بكل شجاعة، وتأمين الحماية للحدود، والمساهمة في البناء وإعادة الإعمار .

وكان إقرار قانون الحشد الشعبي من قبل مجلس النواب في السادس والعشرين من شهر تشرين الثاني من عام ٢٠١٦ تطورا مهما ولافتا في مسيرة هذه القوة الوطنية الشجاعة، فقد اصبح بشكل رسمي جزءا من القوات المسلحة، وتكمن أهميته في كونه قد وضع النقاط على الحروف، وبدد قدرا غير قليل من المخاوف والهواجس التي تثار من هنا وهناك، كما أنه بمثابة تكريم رسمي وشعبي لهذه القوة التي دافعت عن البلد، وقدمت الآلاف من الشهداء، واعداد كبيرة من الجرحى في معارك الجهاد والمقاومة والتحرير . كما أنه قد أسكت الأبواق المأجورة، وتصدى لحملات التشويه والإساءة التي تقف وراءها دوائر سياسية وإعلامية ومخابراتية خارجية، وبالتعاون مع بعض الجهات الداخلية المعروفة بعمالتها وخيانتها .

واليوم وبعد مرور ٨ سنوات على صدور الفتوى المباركة، يقف الحشد الشعبي الى جانب القوات المسلحة سدا منيعا أمام أية محاولة تستهدف أمن واستقرار العراق .

تحية للمرجعية الدينية العليا، وتحية لشهداء العراق، وتحية لقادة النصر الذين كان لهم الدور الكبير في هذا الإنجاز التاريخي العظيم . وتحية لكل الذين ساعدوا وساهموا في دعم مقاومة الشعب العراقي وجهاده ضد الإرهاب ونخص بالذكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي قدمت كل أشكال الدعم العسكري والتسليحي والسياسي والإعلامي، وقدمت ايضا العديد من الشهداء دفاعا عن الإسلام والمقدسات في العراق .

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك