المقالات

المكاتب الاقتصادية مفتاح الفساد

1366 2022-06-09

قاسم الغراوي ||

 

ماهي حكاية المكاتب الاقتصادية في الوزارات؟

تتردد  في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ما يسمى بالمكاتب أو اللجان الاقتصادية التابعة للاحزاب في العراق، والتي انتشرت بعد أن بسطت نفوذها في جميع المحافظات، واستولت على الاموال واطبقت على كافة المشاريع والاستثمارات في الوزارات.

ان فساد الاحزاب السياسية في العراق لا يمثل حدثا مستقلا بذاته، انما فسادها هو جزء من ظاهرة الفساد المستشري في البلد، وما يساعد على تفاقم هذه الظاهرة ان العراق شهد امرين مشجعين على انتشار الفساد الا وهما  تعرض نظام الحكم لخطر السقوط 2014) من قبل داعش والتحولات(التحول الاقتصادي من القطاع العام الى القطاع الخاص).

أن "مكاتب تمويل الاحزاب"، هي الجهة التي ترشح الوزراء الى المناصب مقابل الحصول على نسب من مشاريع الوزارات، ومن أبرز الوزارات المشمولة بالتفاوض من أجل الحصول عليها هي النقل والكهرباء والدفاع والموارد المائية ووزارات اخرى تدخل في دائرة المنفعة لمكاتب الاحزاب الاقتصادية وفيها أبرز المؤسسات التي يتعرض فيها المقاولون في دوائرها الى عمليات ابتزاز من جهات غالبا ما تكون تابعة لحزب او كتلة الوزير لكونها مسيطرة على كل المشاريع والمناقصات والاستثمارات.

أسست الاحزاب المتسلطة المنتشرة في العراق هذه المكاتب من أجل زيادة تمويلها  وديمومة عملها ، وان مكاتب تمويل الاحزاب ليست في الوزارات فقط وانما في مجالس المحافظات ايضا.

وبعض الاحزاب تمتلك مكاتب للتمويل بالاضافة الى انها تحصل على تمويل من الخارج عبر استثمارات ومنح من دول معينة، وإن هذه الاحزاب تتفق قبل ترشيح اي وزير عن نسبة محددة تأخذها من كل مشروع يحال الى وزارته، وإلا يسحب منه الترشيح. وتوجد  شخصيات محورية في كل وزارة تساعد الوزير على عقد صفقات لتستفاد من العمولات.

وأمّا بالنسبة للمشاريع والمقاولات الكبيرة فقد وضعت الاحزاب مكاتب تابعة لها – وبشكل علنيّ- داخل كل وزارة من الوزارات، وخاصة الخدمية منها، لكي تتقاسم المقاولات وتأخذ نصيباً مفروضاً من المقاولين ومن الوزارة أيضاً على المشاريع المسلَّمَةِ إليهم، وهذا الكلام أقرّه سياسيون بارزون ومسؤولون حكوميون على شاشات التلفاز.

ان الاحزاب اعتمدت على المكاتب الاقتصادية في الاستمرار خلال السنوات الماضية وتتحمل مسؤولية هروب مئات المليارات من الدولارات ونحن نتسائل عن الامكانات الضخمة لتلك الاحزاب لفتح المقرات وإدارة حملات عملاقة أيام الانتخابات.

على الحكومة القادمة  ان  تفعل قانون( من أين لك هذا ؟) إضافة إلى فرض قرار على أعضاء ونواب السلطات الثلاثة ان تكشف عن ذممها المالية وكذلك الاسراع بالتصويت على قانون الاستثمار والاعمار( الذي تعرقله الاحزاب) والذي يحصر الاموال في صندوق خاص ويعمل بشفافية ونزاهة للنهوض بواقع البلد. ولابد من قانون للاحزاب يتحدث عن ضرورة وضع حساباتهم في ارصدة مصرفية مكشوفة.

وعلى هيئة  النزاهة، أن تعطي انذارا للوزارات والمؤسسات الحكومية لحل اللجان الاقتصادية المرتبطة بالأحزاب والكتل السياسية.

خطوات لابد للحكومة القادمة ان تنهض بها لكي تحد من نشاط وتدخل وهيمنة الاحزاب على الوزارات والمال العام.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك