كندي الزهيري ||
في الوقت الذي اختنق العراقيين من العواصف الترابية ، والسياسية والاقتصادية والخدمية ، كنا نترقب ان يكون هناك نهاية مفرحا تخرج لنا من داخل العاصفة ، لكن اشتدت وزادت هيجانها ، فخاب الظن ، وعدنا الى ماكنا عليه ، فلم تحمل لنا سوى خطاب ناري اعلامي ، ولغة التهديد والوعيد ، يحملها هذه المرة الصدر ، الذي ظهر لنا امس بخطاب متلفز ناري ، خطاب بين الخيبة والتهديد ظاهر ، لكن في الباطن يعبر عن عجز وانسداد الطريق امام الصدر ، وهذا ما رأيناه واضحا في تصعيده .
الصدر بين اربعة خيارات ، اما معارضة داخل البرلمان وستكون معارضة عاصفة ، لن تقف امامها اي حكومة ، او صدام مسلح لا سامح الله ، وهذا ما يتبناه ويعزف عليه اطراف داخلية واخرى خارجية ، او ترك التحالف الثلاثي والذهاب الى الاطار ، لكن هذا سيفقد التيار كثيرا ، اخيرا الذهاب نحو العزلة وترك العملية السياسية ، جميع هذه السيناريوهات محتملة .
بعدما اعطى التيار الصدري مهلة الاربعون يوم للاطار ، دع التيار المستقلين لتشكيل الحكومة ، راي المستقلون بان هذه الدعوة (مسلخ لهم ) ، وبعدها جاءت المصائب على الصدر كالمطر ، اخرها الخلافات بين التيار والحلبوسي ، وقرارات المحكمة الاتحادية التي انهت اهم قانون بالنسبة للتحالف الثلاثي ( قانون الامن الغذائي ) لما فيه من خطر كبير على الشعب العراقي ومنفعة اكبر للكرد تحديدا مسعود البرزاني ، مما جعل الصدر يستشيط قضبا ويعلن انه ذاهب الى المعارضة !، هنا نسال معارضة ثلاثون يوم على من ؟ لا حكومة ولا رئيس مجلس وزراء ولا رئيس جمهورية ؟ اذا معارضة على من !، لم يجد الصدر اي ردت فعل كسابق من خصومة ان صح التعبير ، ليخرج لنا بخطاب اعلامي ناري ، ان الصدر اصبح على اليقين بان التحالف الثلاثي فشل رسميا ، مما جعله يصعد الخطاب ضد خصومة ، عسى وان يتنازلون له يعض الشيئ ، و لم يكن استدعاء قائد السرايا السلام الا اعلاميا ، يحاول الصدر بهذه الاساليب منذ 2003 الى يومنا هذا ان يرعب خصومة حتى يتنازلون له ، لكن هذه المرة لا نعتقد انه هناك تنازلات ( من اجل العملية السياسية ) ، وكان الاجد من مستشارين الصدر ان يوضحون الصورة اكثر له ، اليوم ليس 2007 م انما نحن في 2022م وجميع موازين القوى تغيرت بالكامل، و هنا موضع شك بمستشارية اما لا يفقهون شيء او انهم يدفعون بالصدر الى ساحة المسلخ ، لذا على الجميع ان يرون مصلحة العراق بعيدا عن مصالح الحواشي ، فالعراق وشعبة يستحقون الافضل ما يمكن من ان تخدموهم لا ان تتصارعون من اجل المكاسب ، العراق اغلى من الدول الداعمة لكم افلا تفقهون !.
ان هذا الصراع السياسي سينعكس بشكل او باخر على الشارع العراقي ، واننا نخشى ان يفعلها الطرف الثالث فيحقق ما كان يتمناه لسنوات ، وينسف كل ما وصل له الشيعة ، ان احياء الشيعة لم تعد تتحمل العزاء ، والمقابر النجف ممتلئة بسبب طيشكم السياسي ، والامام علي ( عليه السلام ) يشهد بذلك ، يا تيار و يا اطار فوتوا الفرصة على الشياطين ان كنتم تريدون الخير كما تدعون للشعب العراقي ....