في زمن من الازمنة في بقعة ما، كان هناك حكيم ولديه تلاميذ، سألوه يوما ما؟... يا حكيم نسالك ونود الاجابة !، قال؛ تفضلوا... قالو؛ يا حكيم صف لنا الانسان، ثم قل لنا من الناجي،و ما الذي ابكاك؟. قال الحكيم؛ اما وصفي للإنسان، مخلوق عجيب ومغرور، طويل الامل، كثير العلل، قليل الصبر، ساع في الدنيا كأنها دائمة، يحكم على الظن، ويتبع الهوى، حريصا على الدنيا كحرص الام على ابنها، تذله الحاجة، حدود امله لحدود قبره، يرى نفسه قوي فيذله ما لا يرى بالعين، يدعي الملك وهو لا يملك نفسة، يرى الالوان فينغر بها فيسير خلفها كسير الاعمى، اضاع عقله ووقع في فكرة، اذا مسه الخير طغى ومنع، وان مسه الشر جزع، جاحد بالنعم، قليل الذكر، كثير النسيان والقفلة، اشترى دنياه باخرته، يسعى في الفاني وترك الباقي ، يكره الحق ويحب الفتنة، يعتقد بأن هذه اخر حياة له بقوله ((قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)) نسى وتناسى بانه خلقا من العدم للوجود من نطفة امشاج ونسى مقدرة خالقة ((قُلْ يحيها الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ)). اما من ينجوا من الناس فهم، من اهتدى الى ركنا وثيق، ورضا بالرحمن ربا، وتبع رسله وصدق بما جاؤوا به وسار على نهجهم، ومن تمسك بحبل الله المتين وهم اوصياء الانبياء، ومن تزود بالتقوى، ونظر في لله وتوكل على الله، من يرى بان الدنيا دار ممر لا دار مستقر، فينظر الى مكانه الابدي والسرمدي فيعمل الآجلة، لا يتسابق على حطامها، ولا يتبع الهوى، يستثمر وقته في صقل نفسة، حاجته عنده الله عز وجل، كريم النفس، عزيز اين ما حل، لا يخرج منه الا الجميل، ولا يسكت الا عن حكمة، ساعيا في مدارات الاخوان، ونشر الفضائل والصدق بين الناس، اذا رأى الحق اظهره واتبعه. ثم قال ما ابكاني اربع اصناف ، من قدم اخرته على دنيا، فخسر دنياه واخرته. وحاكم تسلط على رقاب الناس، نشر الفساد، وهتك الحرمات، تكبر وتجبر، حتى ظن لا احد عليه بمسيطر، فهلك ولم يعتبر من الماضي وما آلت الية حكم الملوك السابقين ونهاياتهم. وقوم وضع الجاهل موضع العالم فتبعوه، فسلك بهم مسالك المهالك، واغرقهم في بحر الظلمات، ثم تبرأ منهم كما تبرأ الشيطان من الانسان حين اتبعه. وقوم اخذهم جهلهم الى الغرور وانكار اصلهم، وفضل ربهم عليهم، فحق عليهم العذاب. {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha