حسن المياح ||
السياسي ذبابة ، ولما الذبابة تتذوق الحلاوة والكريم الحالي الطيب ، فإنها تطمع فيهما ، ولا تفرط بهما ، ولا تكاد تفارقهما ، لأنهما المطمع الذي كانت عنه الذبابة تبحث وتفتش ، ولذلك هي تستغرق كامل وجودها تطنطن على الكيكة التي تنطوي على الحلا والحلاوة والكريم الحلو العذب المذاق والمأكل .
فهل تظنن أن الذبابة تفارق ، أو تتخلى عن ، أو تتنازل عن الكيكة ، وتتركها مباحة لكل ذبابة تشم ريحها ، فتهرع اليها ، وتطنطن حولها .
هكذا الذبابة تفهم وتعي الكيكة الحلوى التي ذاقتها وطنطنت عليها رقص ذبابة جائعة خائرة من الضعف ، وأنها وجدت ضالتها التي كانت تبحث عنها ، فوجدتها حاضرة جاهزة تنتظرها إستعدادآ للقضم منها بما تقدر عليه من إتساع فم من قضم وإزدراد ، وأنها الخفيفة الهفيفة لما تطير وتخفق بجناحها صعودآ ونزولآ ، وإستدارة وتمايلآ ، وإفترارآ وإحاطة دوران ، وهي المسرورة السعيدة ، المنتفشة المتورمة زهو إنتفاخ شبع حلوى التي تعطش ، وأنها لما يضطرها عطشها فأنها تخفض جناحها ، و تحط وتتذلل ، وتستخدم الرجل سعيآ ، بعدما كان الجناح هو وسيلتها ، لتدب دبيبآ هينآ لينآ تفتش عن الماء ( أصوات الإنتخابات ) للتزود منه ، ليكون هو قوتها التي بها تطير ، وطاقتها التي بها تطنطن فرحة تذوق حلوى ، وسرور القضم من الكيكة .
والسياسي هو الذبابة ، كما قلنا وشبهنا ومثلنا ، فهو ينظر الى الديمقراطية على أنها تشكيل حكومة وحيازة مناصب وإكتساب مواقع ، لأن فيها دسومة الحلوى وحلاوة كريمها ولذة عسلها ..وما المعارضة والإبتعاد عن المناصب التنفيذية طيرانآ وطنطنة ، إلا إستغناءآ وتركآ للكيكة وما فيها من منافع الحلوى ، ودسم الكريم الطازج الذي يزين الكيكة مظهر زركشة جذب تسر الناظرين ، وأن العسل يمدها بمادة غذائية تستدرج كل من هو جائع ، ومن هو متسول ، ومن هو يتلصص لواذآ عله يحصل على قضمة تسد نهمه وجوعه وسعاره الملتهب نارآ ..وهل سمعت يومآ ، أو خطر على سمعك.
أن السياسي العراقي يعزف إستغناءآ وإبتعادآ وتخليآ وتنازلآ وتركآ ، وأنه لا يبالي بالكيكة المشوية الطازجة المعسولة حلوى وعسلآ ، والتي تتلألأ تموجات دسومة كريمية متعددة مذاق أنواع حلاوة ، ودسومة كريمات ، تجاذبها نكهات الكاكاو والنستلة ، وعمارتها تجملها رشاقة تصميم دائري يرتفع طبقات متراكبة متلاصقة متصاعدة ، فيصبح شكلها الهندسي كأنه الملوية في سامراء ، شموخ بناء مدنية ، وعلو سمو إرتفاع تكوين حضاري ، يناطح السحاب بزوغ فخر وإعتزاز وإعتداد.
ي والله هكذا يفكر السياسي المسؤول الفاسد ، الطاغية المجرم ، الصعلوك اللص ، الذي ينهب ثروات الشعب العراقي ، ويستحلها بفتوى من الأمين العام للحزب ، أو الحاخام القائد ، أوالقس الراهب الزعيم ، الذي إتخذه إلاهآ بما له من إنسجام هوى ، لتلبية شهوات ورغبات وإندفاعات نفسه الأمارة بالسوء التي عليها السياسي المسؤول لما يخر لعابه هطولآ على العير الذي يكسبه مغنمآ كما يتصور ، وحقيقته سفاهة جاهلية ، وهو السحت الحرام بعينه وتمامه ، ولكنه يتجاهله إلتواءآ وإلتفافآ ، طغيانآ وكفرآ .
الإشتراك في تشكيل الحكومة بنظر السياسي المسؤول العراقي الفاسد المجرم اللص المنحرف هو غنيمة وكسب إستئثار عير لما يتصعلكه إغارة نهب لما له من سلطان تنفيذي مسؤول يتيح له --- وفق وعيه ، وإنسجامآ لفهمه للديمقراطية التي جاء بها المحتل الأميركي وفرضها نظام حياة سياسية إجتماعية ، ونهج حاكمية وتسلط دكتاتوري لما له من سلطان تفرد ، وإستئثار بالموقع ، الذي هو فيه ، ويتعامله سلطانآ بشعور ملكية خاصة له ولحزبه ، لا ينافسه عليه وعلى ما يغنمه أحد ...... ولهذا قلنا ، ونكرر القول عن وعي ودراية ، وفهم وإستقراء ، أن نهاية الديمقراطية هي الدكتاتورية والإستبداد والتفرد في الحكم والإستئثار بالسلطان .
والمعارضة عند السياسي العراقي المسؤول الفاسد اللص هي حالة تفرج ومشاهدة لما ينهب ويستأثر به سلطان إستبداد حاكم ، بما هو عضو في تشكيل الحكومة ..ولذلك فإن كل السياسيين والأحزاب تريد أن تشارك في تشكيل الحكومة ، لتقضم وتتغذى ، وأنهم لا يريدون أن يكونوا مشاهدين لمسرحية يجلسون على الكراسي التي هي أرائك البرلمان الوثيرة التي تقدم لهم إقتصارآ على بعض الحلويات الإعتيادية من الزلابية ، والبقلاوة ، والبرمة ، وزنود الست ، وما الى ذلك من حلويات متواضعة الشأن لما تقارن بالكيكة المحلاة بالكريم الدسم والكاكاو ، والقيمر والعسل الذي يزيد الحلاوة طعم حلا أشد وأشف حلاوة ، لما للبرلمان من سلطان وسطوة تقديم حلويات ....
ــــــــ
https://telegram.me/buratha