حسن المياح ||
إنها خاطرة تكهن تمر طيفآ على بال الإنسان لما يعجز تفكيرآ، أن يتخيل سيناريوآ خاطفآ لا يفكر فيه مونتاج فلم سياسي، تعقدت فيه الحبكة، وأصبحت مغاليقآ وإنسدادات، أن يظهر الفلم المراد إنتاجه وتسويقه على عجل ..وبلمحة خاطرة طارئة زائرة مخيلة الإنسان الذي تعب تفكيرآ وتأملآ، وعسرت عليه رحلة الوصول الى الذروة ( Climax), فيضطر الى الإسترخاء، عله ترتاح خيوط عقله التي هزلت من التفكير، وتستقر حالته النفسية المتوترة غليانآ من مواصلة ومتابعة ومناقشة تعقيدات مشاهد متعددة متنوعة، متضاربة مختلفة، متناقضة متقابلة، ليخرج بتسلسل مشاهد منسجمة، تتناسق دبلجة فيلم فيما بينها تحقق متعة، وحبكة قصة فلم، ويكون الإنتاج فلمآ إستعراضيآ تجاريآ، أو ربما فنيآ له بعض مسحة جدارة ولياقة صنعة إنتاج.
وهذا بعيد، لأن العمل على الإنتاج متسارع يسير بسرعة الضوء الذي يقطع مسافة ١٨٠ ألف ميل في الثانية الواحدة، لتحقيق الغاية منه، التي هي المردود المالي الذي ينتظر (المحاصصة) كسب مال حرام، حتى لو أثر هذا الإخراج على السمعة الفنية لمخرج ومنتج الفلم..
وعليه نقول:
هل من الممكن أن نشهد سيناريو لم يفكر فيه الآن حراكآ سياسيآ، أن يدعم، أو يوافق، أو لا يعترض السيد مقتدى الصدر على ترشيح المالكي أن يكون رئيس مجلس وزراء بشروط وتعهدات لا يعلم تنفيذها مستقبلآ، بإعتبار أن الوضع السياسي والإجتماعي والأمني العام في العراق لا يتحمل، وأنه في حالة تدهور وإضطراب، وضعف وإرباك، وأنه ينذر --- لا سامح الله --- بخطر، وربما كوارث وأحداث لا تحمد عقباها وإفرازاتها الإجرامية.
ويكون على أساس هذا الترشيح والعقد والإبرام، (كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثآ) أن الكتلة الأكبر هي الكتلة المجتمعة من التيار والإطار، وتخفت، وربما تتلاشى نغمة المذهب والتشيع والشيعة، وما الى ذلك من تشبثات لا تسمن ولا تغني من جوع في الحراك الديمقراطي السياسي الأميركاني الصهيوني الذي يعتمد إساسآ فقط على عدد الأصوات بغض النظر عن قيمة ونوع الناخب المصوت العلمية والإجتماعية والسياسية، ولا إحتساب فرق في البين بين المكانة الدينية بالنسبة للناخب المصوت، ولا الى مستوى وعيه على مختلف الصعد.
إذ لما تحسب الأصوات، يختلط حابلها بنابلها، ولا يميز الصوت الهادف من الصوت الذي هو مجرد عدد يضاف جمعآ الى باقي الأصوات الذي يجهل نوع شخص مصوتها..ولذلك الديمقراطية تستحق أن تسمى بخلطة عطار في جمع مواد أغلبها غير صالح، أن يكون دواءآ ناجحآ شافيآ، نتيجة الخلط النافد الصلاحية المتنوع المتكاثر الذي يغلب فيه بنسبة مئوية كبيرة تفوق ال٩٠%، ويكون ناتج الخلط أنه لا دواء ؛ ولكنه غنيمة كسب مال حرام.
وأقول أن نتيجة الإنسداد (للباب) المفروغ منه بذل جهد متواصل متزايد لا ينفع في أي محاولة عملية لفتحه، أنه في الأخير (ونحن نتابع تسارع المشاهد اللامفكر فيها الضاغطة تتوالى، وتترتب) يقبل، ويرضى، ويفرض عليه، لما يستيئس الباب ويريد أن يبقى نجيآ، فإنه يسلم أمره، وإن كان على مضض وحسرة وتألم، أن يفتح بأي مفتاح يكون وسيلة فتح، ويتحول الإنسداد المحكم الى الإنفتاح المباح.
https://telegram.me/buratha