كندي الزهيري ||
إني أرى رايات السفياني قد ارتفعت وجيشه تموضع على حدود النجف، بينما أزقتها تقص فيها الخلافات من كل حدب وصوب. وإن نظرنا إلى الخارطة العراقية سنجد ثلاث رايات مختلفة، وان اتفقت للحظات لكنها متناحرة على الدوام، وكل راية من هذه الرايات ممزق إلى أشلاء، وأهواء متعددة، ليس لها قرار، تسير مع الريح حيث سار...
ربما لا ننظر على تصريح مشعان الجبوري من منظار سياسي، أو تحليل من منظور غربي، لكن ننظر لها من منظور عقائدي، ومنظور تحليلي على وفق المصادر آل البيت (عليهم السلام).
إن تصريح مشعان حول ضرورة إنشاء إقليم سني، في هذا التوقيت مع التقارب الإماراتي السوري، والضعف الحكومي في بغداد يثير أكثر من علامة استفهاما لما ذلك؟.
صرح مشعان "نحن أدوات وطلب منا إنشاء إقليم سني لمنع إيصال السلاح إلى حزب الله لبنانيا"، اجعل تحت كلمة السلاح ألف خط. أولا؛ من طلب منكم ذلك، السعودية تركيا إسرائيل إم الإمارات، لكي يصبح التحرك أسهل في هذه المناطق. ثانيا؛ والأهم منع إمدادات السلاح لنقف هنا!، غزة منطقة محاصرة تماما ويصل لها السلاح رغم وجود منظومة مخابراتية لدول كبرى؟ اليمن المحاصرة عربيا وصهيونيا ودوليا أرض وسماء ومياه، يصل لها السلاح الإيراني بطلب من الشعب اليمني لدفاع عن نفسه، كيف وصل؟، إذ إن فكرة وطلب إنشاء إقليم مع التوغل التركي والتغير الحاصل في سوريا، يفتح لنا أكثر من علامة استفهاما، لكون هذا الإقليم محاذي محافظة النجف الأشرف وقريب على بغداد، وفي تماس مباشر مع المحافظات الشيعية الأخرى، يعني ماذا؟ يؤكد مما سبق بأن الدعوة جاءت بعد بروز الصراع الشيعي، وإمكانية تشكيل حكومة هجينة وضعيفة غير قادرة على حفظ كيانها، أي ستكون حكومة مقطعة الأوصال مع تمدد تركي وإقليم سني، وهذا ما يسهل على السفياني بعدما يجمع قواته من داعش والقاعدة والنصرة وغيرها ربما باتفاق غربي مع الحكومة السورية ، من الأهداف الغرب إبعاد الأنظار عن الصراعات القائمة بين دولهم، مستقلة الوضع السياسي والحكومي الضعيف والبيئة الهشة، ان فكرة انشاء الاقليم ما هي الا تمهيد (اقتصادي وامني وسياسي) لدول محور الشيطان، أما حجة السلاح ما هي الا اكذوبة كبرى واشرنا لماذا اعلاه.
مع قدوم 2023م هو العام الذي تنتهي فيه الاتفاقية "لوزان" بين تركيا وبريطانيا. والتحالف الكردي غير معلن بين الحكومة التركي والسياسيون الكرد، وارتماء الساسة السنة بأحضان إسرائيل، وكثرة الخلافات الشيعة فيما بينهم، يدل ذلك على التمهيد لقرب الظهور السفياني والتجهيز الأرضية له من العدة والعدد...
جاء في روايات آل البيت (ع)، حيث جاء عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا جابر الزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك أن أدركتها: أولها اختلاف ولد فلان، وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي، ومناد ينادي من السماء، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن، ومارقة تمرق من ناحية الترك، ويعقبها مرج الروم (حرب داخلية)، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة.
وعن النبي (صل الله عليه وآله) قال: للترك خارجتان ، خرجه فيها خراب (أذربيجان)، وخرجه يخرجون (إلى) الجزيرة يخيفون ذوات الحجال فينصر الله المسلمين فيهم ذبح الله الأعظم. (الملاحم والفتن ص 32).
أما ما يخص السفياني لا يمكن أن ينتصر ما لم تكن هناك اتباع له يمهدون الأرضية لقدومه، سينجح الممهدين للسفياني في مسعاهم وسيفتحون له الطريق لاجتياح العراق...
ومطلب آخر من مطالب الإقليم هو إخراج الحشد من المنطقة؟، مستعينين بخيانة بعض المحسوبين على الشيعة، وبعضِ سلاطين الدين – الغارقين في الأنا وحبّ الهيمنة، كالذين نراهم اليوم يستميتون لحلّ الحشد، لأن الأمة تتمسك بهِ أكثرَ من تمسّكها بهم، وان وجود هذه القوى العقائدية قد تفشل المخطط أو تأجله إلى ووقت غير معلوم، أن حركة السفياني يعتمد اعتمادا كليا على هذا الأمر.
ويبقى الحل في التسريع دخول السفياني أو تأجيله مرهون بيد الشيعة أنفسهم، ووجوب أن نبقي الأصابع على الزناد، والفوهات متوجه نحو صدور الفاسدين والظالمين والدمويين. فهل يسمح سياسيو الشيعة بإقامة هكذا إقليم ممهد لعدوا آل محمد (ص) وعدوا الإنسانية جمعاء...