خالد جاسم الفرطوسي ||
أولاً/ مفهوم إسلامية المعرفة:
يأتي الحديث عن إسلامية المعرفة انطلاقاً مما لحق بالعقل المسلم من حالات التأزم والتمزق والتشرذم والضعف، بلغت به حداً أصبح قاصراً عن إنتاج وتوليد المعرفة، وعاجزاً عن تجاوز أزمة الفكر التي أصابته، فصارت لا تفرق بين ما هو أصيل وما هو دخيل، وضاعت بوصلته التي ترسم مساره ووجهته، مما حدا بالغرب إلى إدخال أبواب من الفلسفة وعلم الكلام وما جر إليه هذين العلمين من السفسطات والتأويلات الملتوية الدقيقة وما استتبع كل ذلك من آثار على الفكر الإسلامي عقدياً وفكرياً.
وتقوم إسلامية المعرفة على المبادئ الخمسة التالية:
1.وحدانية الله.
2.وحدانية الحقيقة والمعرفة.
3.وحدة الخلق.
4.وحدة الحياة.
5.وحدة الإنسانية.
ففي ضوء هذه المبادئ تتحدد كيفية إدراك الإنسان للحقيقة وتبويبها، التي تهدف إلى تحقيق سعادة الإنسان في الدارين، مع ضرورة إضفاء الصفة الإسلامية على العلوم الإنسانية والاجتماعية كإجراء غاية في الأهمية، بغية إنقاذ هذه العلوم من المأزق الذي وصلت إليه على يدي العقل الغربي.
يتبين لدينا أن مفهوم إسلامية المعرفة وأسلمة العلوم ما يأتي:
رؤية لجهد فكري منظم، غايته ابتداع منهج نقدي تحليلي تركيبي يعمل على تطوير منظور توحيدي، تصدر عنه كل العلوم والمعارف، ما تعلق منها بالعلوم الشرعية أو العلوم الكونية، الإنسانية منها والطبيعية، وإسلاميتها تعني إيجاد علاقة بينها وبين السنن الإلهية التي جاء بها الوحي في الكون والإنسان والاجتماع.
إسلامية المعرفة إذاً، هي إعادة ربط بين كتاب الوحي وبين كتاب الوجود المدرك بحواس الإنسان.
وعملية الأسلمة في النظام المعرفي الإسلامي تأخذ منحيين أساسيين:
الأول/ يتجه إلى التجديد الداخلي من داخل البنية المعرفية الإسلامية.
الثاني/ يتجه إلى بناء منهجية التعامل القويم مع الأفكار والحضارات والتجارب الفردية والجماعية الواقعة خارج دائرة النسق المعرفي الإسلامي وحضارته.
ثانياً/ منهج إسلامية المعرفة:
يكون منهج إسلامية المعرفة هيمنة للقراءة الأولى قراءة الوحي على القراءة الثانية قراءة الوجود أو الكون، وتفاعل بين جدليات ثلاث، جدلية الغيب وجدلية الإنسان وجدلية الطبيعة، حتى لا تنقسم المناهج والمعارف بين لاهوت كهنوتي وضعي ملحد، ووجود عبثي ليس فيه شيء للمسلمين ليحذوا حذوه.
ثالثاً/ مرتكزات إسلامية المعرفة:
تقوم عملية إسلامية المعرفة على خمس نقاط أساسية هي:
1.التمكن من العلوم الحديثة وإتقانها.
2.التمكن من التراث الإسلامي وإتقان علومه.
3.إثبات الصلة الوثيقة بين الإسلام ومختلف فروع المعرفة الحديثة.
4.البحث عن وسائل تمكننا من التأليف المبدع بين التراث والمعرفة المعاصرة.
5.وضع الفكر الإسلامي في المسار الذي يتيح له إنجاز النموذج الإلهي.
· الخلاصة:
بهذا يكون النظام المعرفي مكوناً من:
1.وجهة نظر كلية عن العالم.
2.نهج أخلاقي معين.
3.هوية اجتماعية مشتركة.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha