المقالات

سبيل الله وسبل الشيطان

1285 2022-04-22

عبدالملك سام ||

 

لكل إنسان مثل عليا في حياته، يقتدي بها ويتعلم منها، وأشهر هذه المثل الشخصيات العظيمة التي قرأ عنها أو سمع عنها. وفي التاريخ هناك شخصيات عظيمة أثرت في تاريخ الأمم، وتاريخنا الإسلامي مليء بهذه النماذج العظيمة التي غيرت من حياة الشعوب، ونحن كأمة إسلامية تأثرت حياتنا بمثل هذه الشخصيات، فألهمتنا وغيرت حياتنا من شعوب متشرذمة غارقة في الجهل إلى أمة عظيمة حملت على عاتقها رسالة ستغير تاريخ البشرية برمته.

أعظم هذه الشخصيات على الإطلاق كان نبينا محمد (ص)، وقد كان أن كرمنا الله به دون باقي الأمم، وحتى وفاته إستطاع هذا الرسول العظيم أن يؤسس لأمته أسباب الفوز في الدنيا والأخرة بعد أن أنقذنا من براثن الجهل والظلام. ومن بعد وفاته ترك لنا سبل النجاة والنجاح في حياتنا وبعد مماتنا، ولكن للأسف فإن الأمة عندما تجاهلت وصاياه تاهت وضاعت، وإن كان في بقية منهجه وما أنجزه ما سمح لأمته أن تظل مهيمنة على ما حولها من الأمم والأقوام الذين تربصوا بنا لفترات من الزمن، كانت الأمة تفقد منعتها عاما بعد آخر حتى عادت لضعفها من جديد، أمة متشرذمة ومحط أطماع باقي الأمم!

ضياع الأمة لم يكن بسبب تقصير في منهج الله الذي جاءنا عن طريق نبيه (ص)، بل لأن هناك من أراد أن يتخذ سبلا أخرى، ورغم ما أدت إليه هذه السبل من نتائج وخيمة وكارثية إلا أن هناك من ظل يكابر ويصر على الباطل رغم المآسي التي حلت بالأمة، ورغم الضياع والضعف الذي وصلنا إليه! ورغم أن من أهم مبادئ الإسلام هو مبدأ التسليم لله فيما أمر به، إلا أن جزءا كبيرا من الأمة أبى إلا المكابرة وأتباع الظن بدل أن يتبعوا المنهج الواضح النقي، وستظل الأمة في تيهها حتى تسلم لأمر خالقها الحكيم.

الإمام علي (ع) من الشخصيات العظيمة التي لا يختلف عليها أثنان؛ كيف لا وهو من قال فيه النبي (ص): "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" ، وهو أيضا من قال فيه (ص): "علي مع الحق، والحق مع علي" ، و"من كنت مولاه فهذا علي مولاه" ، وغيرها من الأحاديث التي لم تقال في غيره، والدالة على موقع القيادة من بعد النبي (ص) والتي عبرت عن الوجهة التي يجب على الأمة أن تتخذها بعد النبي (ص) حتى تستمر في قوتها ومنعتها لأداء واجبها الذي فرضه الله عليها كشهود على الناس.

ورغم وضوح الطريق، إلا أن الطرق تفرعت وتشعبت حتى تاهت الأمة، والغريب المستغرب أنه رغم ما حل بالأمة من نكبات حتى يومنا هذا، ما يزال الكثيرين يفضلون أن يضيعوا في التيه الذي سلكه الكثيرين ممن قبلهم، ثم بعد هذا ما يزالون يتساءلون بينهم أين الخطأ؟! ولماذا أصبحنا أمة تتناهشها باقي الأمم؟! ولماذا صرنا تحت أقوام قد ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة حتى يوم القيامة؟! ولم يفكر هؤلاء أن يقفوا أمام الطريق الوحيد الصريح الذي دلهم عليه نبيهم (ص) قبل وفاته!!

التباين بين الحق والباطل واضح، وفي زمننا هذا أصبح هذا التباين في أوضح صوره، ورغم التشويش والكذب والإدعاءات إلا أن الحقيقة أن معركة الأمة للخروج من هذا التيه باتت بين معسكرين لا ثالث لهما، فإما إيمان صريح أو نفاق صريح أيضا، بين معسكر الإيمان القوي العزيز، وبين معسكر النفاق والذل والتخبط والضياع. وهذا ما أشار له النبي (ص) عندما خرج الإمام علي (ع) لملاقاة عمر بن ود حين قال النبي: "خرج الإيمان كله للكفر كله".

إن ذكرى إستشهاد الإمام علي (ع) يوم اعتدى عليه المنافق اللعين عبدالرحمن بن ملجم لهو يوم يدل بوضوح ما وصل إليه حال الأمة يومها. ومنذ تلك الحادثة صار للنفاق دولة، وعاد الإسلام غريبا، وتم التآمر وملاحقة المؤمنين، وأنتشرت البدع والأهواء، وعلى رقاب المسلمين الفجار والفاسدين، ونهبت الأموال وأنتشر الفساد وحلت الكوارث والحروب، وكلا يدعي باطلا أنه على الصراط المستقيم! وهذه المظاهر ما تزال قائمة حتى اليوم، وستستمر حتى تعود للإسلام دولته ورجاله، ورغم التكالب على الحق الذي نراه اليوم في كل مكان، فلابد أن يتم الله نوره ولو كره الكافرون.

السلام عليك يا أمير المؤمنين، ويا قائد الغر المحجلين، ويا قائد الأحرار الميامين. السلام عليك يا أبن أبي طالب، ويا أشجع طاعن في سبيل الله وضارب، يا أسد الله الغالب، فلتشهد الدنيا أنا ما تركناك، وإلى أن نجتمع نحن وأنت بين يدي رسول الله (ص)، ليعلم أننا أتبعنا وصاياه في وصيه، وأننا لم نهن أو نضعف حتى لقينا الله ونحن على العهد ماضون، السلام عليك يا هارون الأمة، وعلى الشهداء الأبرار الأحرار ورحمة الله.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك