كندي الزهيري ||
في اليوم 19 من رمضان جرح الإمام علي (ع) بضربة سيف أشقى الأشقياء الملعون ابن ملجم المرادي الخارجي، وذلك سنة 40ه في مسجد الكوفة المعظم.
لم تكن ضربت أبن ملجم الشقي، لهامة الأمام علي (عليه السلام)، تمثل عملية إغتيال لرأس الدولة العادلة انما ضربته تمثل عملية إغتيال للسلام واركانه؛ وللإنسانية جمعاء، لهذا تهدمت اركان الهدى، وطبر الإسلام وثوابته حينما طبر هامة الامام وهو ساجد إلى الله.
ان فعل ابن ملجم انما هو اعتداء صريح وتجرء واضح على الذات الإلهية، علي ابن أبي طالب ذلك الأمام الزاهد القدوة الحسنة، الحاكم العادل، ابو اليتامى والمساكين، يمثل الإيمان كله، ومحور الله في كونه.
ان الأمام لم يكن يمثل شخصه أو بيت النبوة فقط انما كان يمثل القرآن ومتمم للرسالة التي جاء بها النبي محمد (صل الله عليه وآله)، ويمثل خط الله في خلقه، وخليفته في ارضه، لهذا اجتمع جيش إبليس وناقش بأن ابعاد الامام عن الحياة السياسية من خلال السقيفة وأثارت الفتن والناس ضده لم ولن تنفع، لذلك قرر بأن وجود الأمام علي (عليه السلام) وسعيه بين الناس بالعدل والرحمة ونشر الشكل الصحيح لرسالة الاسلام، يمثل خطر وجودي لقوته وهيمنته، فما كان إلا أن ينفذ فعلته النكراء حقدا على الإسلام وأهله، وايقافا لمسيرة الإسلام، وقطع الحبل الممدود والمتصل بين رحمة الله والخلق، فلا يوجد مكان أنسب له لفعل تلك الجريمة غير المحراب، لكون الأمام ينقطع تماما عن الدنيا، متصل في الله عز وجل، شوقا وحبا.
بعد تلك العملية قال روحي له الفداء (فزت ورب الكعبة)، كيف لا تفوز وانت عليا ولدت في بيت الله وجاهدت في سبيل الله واستشهدت وانت ساجد في المحراب منقطع إلى الله.
وهل اوقف الشيطان حربه؟ ، لا انما فعل حربا اخرى؛ حرب (القولبة والكذب وغسل الادمغة) من خلال المنابر لسنوات طويلة وهم يحاولون قتل ذكر الأمام علي (عليه السلام) وحرف مسار الأمة وتوجيهها نحو اهل الفسوق والفجور من خلال الحرب النفسية والحرب الناعمة، وعمليات الارهاب، لكن شاء الله ان ينصر وليه الامام، ويجعل له شيعة ومحبين واحرار، في كل العالم يحيون وينادون باسم الامام علي (عليه السلام)، فأصبح حب علي مفخرة بين المحبين، وتسابقا بين العاشقين، واسمه قد رفع في جميع أصقاع الأرض وفي كل أذان نسمعه نشهد بأن علي ولي الله، ارادوا اطفاء نور الله لكن شاء الله ان يتم نوره وأن أجتمع جميع شياطين من الإنس والجن.
واليوم يشهد المسلم وغير المسلم بأن علي ميزان الحق، وأن اردت معرفة نفسك هل هي بخير ام لا، ستعرف من خلال اختبارها بحب علي عليه السلام.
وهذا ما أثار حفيظة الشيطان المتمثل بالماسونية والشيطان الاكبر واذرعه في العالم ، التي استشعر بأن وجوده أصبح على مشارف النهاية، ولا يمكن النصر أو ايجاد تسوية مع محبين الأمام علي عليه السلام، تسمح لهم بأن يتمون مسيرهم. اليوم محبين الأمام وشيعته اقوى عودا واصلب من ذي قبل، في اي ميدان تراهم اسيادا فيه وأن كره الشياطين.
منك يا علي تعلمنا كيف نجتاز المصاعب وكيف ننتصر وكيف نعيش في هذه الحياة احرار، اقوياء بين الأمم، فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.
https://telegram.me/buratha