سامي جواد كاظم ||
من السهولة ان تستعطف قلوب وعقول المسلمين اذا تحدثت باسم الدين ولان الدين ليس مؤسسة استخباراتية او حكومية لها نظام داخلي وقانون وضعي فانه من السهولة ايضا ان يدعي التدين كل من يرتدي الزي الديني او يتحدث بكم مصطلح ديني ليستغفل الاخرين ، درس يومين في الحوزة وظهر على الملا وكانه فقيه تعلم عبارتين من جامعة الازهر وكانه ممثل الازهر وهكذا .
تاريخ الدولة العثمانية الذي اتكا على العصا والنفاق الديني استطاع ان يحكم طوال اربعة قرون ومهما حاولوا التستر على ما قاموا به من افعال مشينة بحق المسلمين فانها تظهر وستظهر لاحقا ، وحزب الاخوان هو احد الادوات التي تتلاعب بها تركيا اليوم والا ماذا يعني التباكي على الفلسطينيين وتحتضن رئيس الصهاينة ؟
في التاريخ ايام الحرب العالمية الاولى هل اخطا الشيعة في محاربة الانكليز ومؤازرة العثمانيين ؟ ظاهرا كلا لان هدف الشيعة هو الاسلام وكان للائمة عليهم السلام مواقف لنصرة الاسلام بالرغم من ظلم الحكام، بينما تاريخ السياسة العثمانية مع الشيعة بالذات تاريخ دموي ارهابي تعسفي ظالم ، وقد طالعت وثائقهم العثمانية التي ترسل لولاتهم بضرورة محاربة التشيع ونشر التسنن ومنع اي نشاط شيعي ، ومجزرة نجيب باشا في كربلاء يندى لها الجبين ، ولعائلة كاشف الغطاء مواقف تكشف غدر هذه الدولة بحق الشيعة فلماذا وقف الشيعة معهم في الحرب العالمية الاولى ؟ علي شريعتي يرى الدولة العثمانية تمثل الاسلام والدولة الصفوية دولة معتدية ، ولانه لم يطلع على ظلم العثمانيين جاء رايه ابتر وليس دفاعا عن الصفوية .
يونس بحري الجبوري العاشق لالمانيا واول صحفي عربي في المانيا ايام الحرب كشف في مذكراته ( هنا برلين) عمالة الحكومة العثمانية عندما وقفت مع المانيا لتتجسس عليها لصالح الانكليز وقد كشفتهم المانيا بالقاء القبض على عميلهم الجاسوس في اذاعة برلين .
واليوم تقوم تركيا بنفس الدور في العراق وسوريا وحتى ليبيا التي عانت منهم ومن اجرامهم ، في العراق حشروا مخالبهم في العملية السياسية من خلال عملاء على اساس انتخبهم الشعب ينفذون لهم مطاليبهم ، واعتداءاتهم على شمال العراق حدث بلا حرج ، وفي سوريا تدخلهم علني اضافة الى اغتصابهم ارض الاسكندرونة السورية ولا تتوانى من فعل الاسوء من ذلك .
المعروف عن فقهاء الشيعة الاصل في الانسان العدالة اي اخذه على حسن النية طالما لم يصدر منه ما يسيء الظن ، ولكن اليوم مع تفشي الباطل وانتشار الحرام وفيضان السياسة حتى في الازقة والزنكة زنكة اصبح سوء الظن من حسن الفطن لهذا استغل المحتالون هذه النية الحسنة عند المسلمين لاتخاذ خطواتهم المشبوهة باسم الدين لتحقيق ماربهم الشخصية الاجرامية والنتيجة يعاتب الدين ورجال الدين بسبب افعالهم المشينة .
المعايير المزدوجة اصبحت ظاهرة للعيان ومعمول بها عالميا ومن لم يعمل بها فان تيار النفاق يجرفه ويصفه بالعبيط ، لا تتحدثوا عن المواقف السياسية في العراق ولا الخليجية في المنطقة ولا العربية في الوطن العربي ولا اوربا ولا الامم المتحدة ولا اقطاب الشر الخمسة دائمة العضوية فانها تقول ما لا تفعل، تبكي الصين على فلسطين وتضطهد المسلمين في بلادها ، وامريكا تصف بوتين بالمجرم وعلى اساس حكامها حمل وديع ، ولا تقلُ فرنسا او بريطانيا من نفاقهم عن غيرهم.
هذا هو واقع متكرر احد صوره الدولة العثمانية عندما حكمت المنطقة .