سامي جواد كاظم ||
النقاش والجدل والحوار ، النقاش بين طرفين او اكثر حول قضية متفق عليها يناقشون ما فيها من حسنات او سيئات ، والحوار هو للعقلاء الذين يختلفون على مسالة ما ويكون نقاشهم علمي وعقلي ، والجدل هو بين اثنين او اكثر لا يصلون الى نتيجة لان موضوعهم اصلا بلا نتيجة وخارج الضوابط العقلية والعلمية وحتى العرفية او ان الموضع لايستحق الجدل لثبوت معالمه فياتي طرف يخالف ما فيه وياتي احمق ليناقشه والراي العام يعلم بان المخالف على خطا
يقال ان حمار اختلف مع نمر حول لون العشب فالحمار يقول العشب ازرق والنمر يقول العشب اخضر واصر كل طرف على رايه فاتفقا اللجوء الى الاسد لكي يحكم بينهما فجاءا الاسد وقال الحمار يا سيدي اليس العشب ازرق وليس اخضر كما يدعي النمر ، فقال الاسد نعم العشب ازرق ففرح الحمار وامر الاسد بجلد النمر ثلاثين جلدة ، وفي اليوم الثاني عندما كان يجلس النمر الى جوار الاسد فقال له يا سيد الغابة هل انت مقتنع ان العشب ازرق ؟ فقال له كلا بل اخضر ، فاستغرب النمر وقال له لماذا ايدت الحمار وجلدتني ؟ فقال الاسد : انا جلدتك ليس بسبب لون العشب بل بسبب عقلك الذي سمح لك مناقشة حمار هذا اولا وثانيا انك بمناقشتك للحمار اهنت فصيلة النمور وجعلت مستواها بمستوى تفكير الحمير
شاهدنا على هذا الكاتب ابراهيم عيسى صاحب البرنامج المدسوس المختصة قناة الحرة الامريكية فيه وهو مختلف عليه يتناول قضايا تاريخية خلافية تارة يؤيد الشيعة وتارة يؤيد السنة وتارة يضرب الاسلام ، وهو الذي اثار قبل فترة عدم اعتقاده بالاسراء والمعراج وهاجت المشايخ للرد عليه واليوم جاء باثارة جديدة الا وهي تقديس البقر وما لها من ميزات تستحق العبادة وانبرى الاستاذ احمد النفيس للرد عليه .
ابراهيم عيسى نموذج من عدة نماذج التي تدعي مثلا القران ليس من الله ، او الالحاد ، او ان الاسلام انتهى عصره ، او عدم وجود صحابة في زمن الرسول وهكذا ، فالذين يدعون هكذا سفاسف ليس من الصحيح الرد عليهم لان الرد يعطيهم اكثر من حجمهم ويجب الاكتفاء باظهار محاسن الاسلام دون ذكر المخالف او المقصود بالرد .
نعم هنالك مسائل تثار من قبل جهات معينة تستحق الرد لما يترتب عليها من شبهات تؤدي الى التشكيك لدى ضعاف الايمان وليس كل مسالة تستحق المناظرة .
الموازنة بين الرد السكوت تتجلى بمواقف المرجعية العليا في النجف الاشرف والمتمثلة بشخصية السيد السيستاني حفظه الله فانه يعطي لكل تصريح او تصرف حقه بعضها يستحق اصدار بيان للرد وبعضها نحن نراها كبيرة الا ان السيد يكتفي بالسكوت وعدم الرد وخصوصا الذين يتهجمون على شخصيته اما الذي ينسب للسيد حكم معين او قول معين فان الرد يكون حسب الاثر المترتب على الكذبة مرة يرد للتكذيب ومرة لا يرد لان عقل العقلاء لا يتقبل هكذا اكاذيب على السيد السيستاني
ان الذي يجاهر بمعتقدات يخالف الجميع ليس بعاقل لان اصلا الانسان العاقل ايمانه باي معتقد كان يكون في قلبه ويظهر على تصرفاته وعندما تكون تصرفاته اعتداء على حقوق الاخرين فهنا يعاقب للاعتداء وليس للاعتقاد فالكثير يتفقون معنا في الاعتقاد ولكن تصدر منهم اعتداءات متفق عليها عند العقلاء والقانون
فان اعتقد او لا يعتقد ابراهيم عيسى فانه لا يستحق الرد