قاسم ال ماضي ||
إنَّ ظاهرة الارهاب ظاهرة عالمية، ولكن بقوة تضليل الإعلام المعادي للإسلام أصبحت ظاهرة إسلامية، طبعًا لا ننكر العامل المساعد وهو ما لُفِقَ للإسلام من أفكار فاسدة استندت على احداث مكذوبة-موضوعة. وهنا لابد أن نعرف إنَّ "المساعد" يأخذ دور العامل الأساسي في كثيرٍ من الحالات وهو "تسميم" الفكر بإعتقاداتٍ فاسدة ومضلله، بحيث يكون من تغذها عليها (قنبلة جاهزة للتفجير)، بسبب ما يتغذى الفكر عليه.
فلو القيت نظرة مقتضبة على بعض الكتب التي تصدر عن مملكة آل سعود لوجدت اطنان من تلك الأفكار القاتلة التي يحشى بها رؤس العامة من الناس من احاديث ومحاضرات، بل وكل من ينسج قلم النفاق من فنون الأدب التكفيري، .. ففي رواية "ايام داعش" ينسج الكاتب (مصطفى محمود عواض) خيط التضليل بجعل داعش اشبه بالملائكة بينما يتعرض إلى اتباع آل البيت (ع) لوصفهم الارهاب نفسه.
وفي سلسلة أغرب من الخيال في جزئها الذي يتحدث عن جماعات وعقائد غريبة والتي تعرض فيها الكاتب (راجي عنايت) إلى الاعتقادات الفاسدة الغربية، ولكنه يقفز بدون ترتيب منتظم إلى وصف الشيعية، حيث وصفهم انهم: خرجوا عن الإسلام. وربما هذا الجزء من الكلام هو الجواز الذي من خلاله يُسمح للكاتب ان ينشر حسب تعليمات "الجهاز الرقابي الوهابي-التكفيري" أو ان الكاتب باع ضميره وشرفه الأدبي مثل (وعاض السلاطين).
والمهم إنَّ تلك الأفكار التي يتربى عليها جيل مضلل بأكمله، يضل يدفع به إلى أن يكون انتحاري في مكانٍ يوجد فيه اتباع آل البيت (ع).
تلك هي منابع الارهاب الحقيقي التي يجب أن تُجرم في قوانين الدول العربية الإسلامية، -هذا إنَّ كان لتلك الدول قوانين- وهي التي تكفرنا وتقتلنا من يوم شج رأس العروة الوثقى علي ابن ابي طالب (عليه السلام) إلى يومنا هذا...