( بقلم : غسان العسكري )
الاعلام وسيلة لتحقيق مطالب الجماهير وقناة للتعبير عن همومه وشجونه ، وصفات الاعلام كما هو معروف لدى الجميع المصداقية والحيادية والنزاهة في نقل الاحداث ، وتتنوع اساليب الاعلام بين المقروء والمرئي والمسموع ، وهذه الاشكال الثلاثة حملت بين مضامينها عنوان نقل الحدث الى الجماهير ، والنقل يجب ان يدور في محور المعاني التي اشرنا اليها ، ومهمة الصحفي في هذه المرحلة وفي كل المراحل ان يكون العين الراصدة للأحداث والعين المبصرة للأمور بطريقة الرؤية العيانية للمشهد ونقل هذا المشهد وفق هذا المنظور دون الدخول في تفاصيل التحرييف والتزوير لأنها ستكون السلاح المضاد الذي يقتل صاحبه في النهاية ، ومهمة النقل ايضا هو الاعتماد على المعلومة الدقيقة والمعلومة غير المضللة حتى تكتمل جوانب الايحاء الصوري لدى المتلقي مقرونة بذكر المصدر الذي استقيت منه المعلومة ، وغالبا ما تشفع الصورة بدليل نقلي عن الخبر والتي بها تكتمل الجوانب المهمة لهذا النقل ويكون الاعتماد عليها كمصدر من مصادر الاخبار وتبعا كذلك لنوع المصدر وتاريخه في النقل وحياديته ، والمصادر الثلاثة هي المصادر المعتمدة في الخبر الصحيفة والاذاعة والتلفاز وتتفرع منها مصادر اخرى مثل الوكالات الاخبارية والتي يعمل تعمل فيها شبكة من المراسلين المنشرين في كافة مناطق الاحداث ، ولا يمكن الاعتماد على جميع الوكالات الا البعض والمعتمدة التي تخضع لقوانين الاعلام ،
وبعد دخول الشبكة العنكبوتية الى حقل الاعلام واستخدام هذه الشبكة اصبح مجال الاعلام واسعا وانتشرت وتنوعت المعلومات لأنها تحمل ارشيفا للمعلومة السهلة الميسرة المخزونة حتى بعد مرور اعوام عليها ، واستخدمت عدة استخدامات منها استخدامات ايجابية واستخدامات سلبية وهنا يحدد معيار المهنية في الاعلام من الحيادية في النقل والطرح حتى لايتم تسيييس هذه الصفة الى بوق لجهة معينة ويكون شكل الطرح مقبولا من القراء جميعا ، والامانة الاعلامية ينبغي ان تكون بمقدار هذا الاسم الكبير وتكون الحقوق محفوظة للناشر حتى لايساء الاستخدام الذي يفقد حينها عنوانه المهني ويصبح كلاما غير فائدة واداة من ادوات التشهير التي تتخذ منها بعض الجهات منفذا للدخول الى دهاليز الحصول على الغايات .
هنا لابد من الاشارة الى موضوع مهم وهو ان النقل الحي للصورة الحقيقية هو ما يدفع القراء والمتابعين لاستقبال ومتابعة هذه القناة او الصحيفة او الموقع او تلك ، وهذه المتابعة تاتي في مجال كسب اكبر عدد ممكن من المتابعين ، والكسب هنا لايمكن ان يدرج الا ضمن صورة النقل السليم دون رتوش او تزييف وهذا النقل يكون حينها جاهزا للأستقبال من الجميع دون الدخول في بوابات الاقناع القسري كون مساره الصحيح حقق له هذا الرصيد من المتابعين ، ولكي تكون النزاهة في النقل والحيادية في الطرح هي المعيار الحقيقي لهذه الجهة او تلك ينبغي عليها ان تستمر وتداوم عليه طيلة عملها .
وطالعنا موقع كتابات الذي حظي باحترام ومتابعة عدد لاباس به من المتابعين بخرقه لهذه القوانين حيث اقدم على تحريف الحقائق وتزوير النقل على غير عادته وقد نشر صورة الطفلين الذين اشارت لهما عدة مواقع الكترونية كموقع براثا وموقع موسوعة الرافدين قبل يومين من نقله الخبر منهما كونه حصريا لموسوعة الرافدين بعد ان قتلتهما عصابات جيش المهدي مع خبر تفصيلي عن الحادثة حيث قام الموقع بنقل صورة الطفلين المقتولين وعرض بشاعة الجريمة التي اقترفتها عصابات مقتدى، وقام الموقع بتزييف النقل بالاشارة الى ان منظمة بدر هي المسؤولة عن الحادثة وليس جيش المهدي وهي صورة مشوهة وغير حقيقية ، فالمهنية والحيادية في نقل الخبر مهمة من جانب ونقل الخبر مع الاشارة الى المصدر مهمة ايضا من جانب اخر وهي بهذه الفعلة سوف تخسر لها عددا كبيرا من المتابعين وستشيح الاقلام المهمة بوجهها عنها كونها لم تحتفظ بمعيار المهنية ولم تتمسك باصولها ورمي جهة بالباطل والفاع عن جهة اخرى سيدفع بالجميع الى ركنه مع بقية المواقع المنحرفة والمزيفة .
لايهمنا مايقال عن مصداقية الصورة وكونها مفبركة او رغم ان الراي الراجح انها صور صادقة على جرائم تلك العصابات ولكن ان تكون ناقلا للخبر عليك ان تلتزم بهذه القوانين والمواثيق المهنية والتمسك بالاعلان الذي اشرت له في اعلى الموقع ان الاراء لاتعبر الا عن وجهة نظر كاتبها وانت لم تنقل سوى اساليب الدفاع باستماته عن جيش المهدي لتستغل هذا الاسم والقاعدة التي كونتها خلال الفترة الماضية لتمرير مثل هكذا كذبات ، ثم لنعود ونسأل في النهاية : الم يقتل جيش المهدي الاطفال والنساء ؟ الم يفتك بالمواطنين العزل ؟ الم يقتل جيش المهدي على الهوية ؟ واعلن ان كل من ينتمي الى الجيش العراقي دمه حلال بفتاوى ، الم يقم حيدر حميده في حي العامل بقتل العشرات في حفرة الانفجار الذي خلفته سيارة مفخخة وقام بقتل النساء والاطفال دون تمييز بل حتى الاطفال الرضع؟ ، الم يقم ابو درع بقتل العشرات من الاطفال في اغلب مناطق بغداد؟ والسدة خير شاهد على ذلك ، الم يعدم جيش المهدي في الديوانية احد عشر جنديا امام مرأى ومسمع الناس ؟ الم يقتل جيش المهدي النقيب حيدر وعائلته في البصرة مع ثلاثة من اطفاله اكبرهم عمره خمس سنوات ؟ والعشرات من الجرائم البشعة ضد المواطنين والابرياء ، الا تكفي هذه لأدانة ناس اقترفوا جرائم ضد الانسانية والبشرية ؟ فما ذنب الاطفال ان تقتل هل قاتلت ، هلى كحملت السلاح وهل تعي السياسة ؟ وهل يستطيع الزاملي الساكن خارج القطر ان يحكم على الوضع في العراق الان وهو لم يكتو بناره وينقل الصورة المزيفة ويدافع عن المجرمين باستماته ؟ لقد عشنل المآسة بكل تفاصيلها وشاهدنا المرارة وشاهدنا ما اقترفته تلك العصابات المجرمة من ابشع الاساليب في التعامل الوحشي . لقد قتل الصدرين الناس بالفعل وهناك اكثر من دليل على ذلك فعدم القائهم السلاح قتل لان القتل لايجر سوى الموت والدمار وهم ماضون في ذلك ولا رادع لهم سوى القوة قتل ، وعدم احترامهم لحرمة العوائل وحرمة المساجد والاضرحة قتل ، فمن حرق قبة الامام العباس (ع) وضرب ضريح الامام الحسين (ع ) غير جيش المهدي ؟ ان الاعلام ينبغي ان ياخذ مساره الصحيح في تغطية الاحداث وعدم تزويرها وما موجود على الارض من حقائق يؤكد حقيقة ما نشير اليه ، فقبل يومين بالذان اطلعني احد الاصدقاء على قوائم لعدد من رجال البعث الذي تشرفوا بنيل مكرمة القائد الضرورة لبطشهم بالشعب ولدورهم في قمع الانتفاضة الشعبانية ومن ضمن هذه القوائم اسماء مهمة هي الآن تحتل مناصب رفيعة في قيادات جيش المهدي ، فكيف يمكن ان لايتهم هذا الجيش المكون نم القتلة والسفاحين بارتكاب مثل هذه الجرائم ؟.
علينا ان نعي الحقائق وان ننقلها بامانة وان لا نداهن فيها وعلى موقع كتابات ان يقدم اعتذارا للمواقع التي نقل منها تلك الصور وان يشير الى اصحاب الفعل الحقيقي والى العصابة المجرمة وقائدها المجرم حتى لا يحسب مع هذه الجهة التي ستسحق وتنتهي وان يكون عراقيا حتى لايساهم باراقة الدم العراقي مع الثلة الدموية ؟ولينظر الى السلاح بيد من الان ومن الذي يريد النظام ومن هم اعداء النظام ؟ وليته اطلع على الحقيقة عن قرب دون سماع هذا الرأي او ذلك ، عليه ان يراعي الوضوح وعدم استغلال الازمات لتمرير الخطاب الذي يدفع بالنار الى الاشتعال اكثر واكثر .
https://telegram.me/buratha
