د. إسماعيل النجار ||
الأزمة الروسية الأورَبية الأميركية تتفاقم، والخطوات العملية العدائية ضد روسيا تزداد على الأرض، مترافقة بتصريحات شديدة اللهجة ضد القيصر، في وضعٍ شديد الخطورة يذكرنا ببدايات الحرب العالمية الأولى والثانية،
ويشير أن الحرب العالمية الثالثة أصبحت واردة وما يُزكِّي فرضيات إندلاعها الخطوات اللوجستية الغير مسبوقة لدُوَل القارة العجوز وأميركا بتقديم الدعم العسكري والمادي لأوكرانيا، ومن بين هؤلاء كندا التي جعَلت "فلودومير" "زيلينسكي" بطلاً قَومياً رفعت لأجلهِ سقف التحدي مع روسيا والتي بدَورها رَدَّت على الحكومة الكندية بعنف وحذرتها من رد حتمي وقاسي في الوقت الذي بدأت موسكو بإجراءآت جديَة للخروج من المجلس الاوروبي، كعنوان عريض وأخير لطلاقٍ نهائي لا رجعة فيه مهما كلَّف الأمر،
الحصار الإقتصادي الكبير الذي بدأت تفرضه الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد الأوروبي على روسيا لن يضعفها في حربها على النازيين الجُدُد، ولن يكون تأثيرهُ ذات أهمية كُبرى بعد إنطلاق منصة التبادل التجاري بين الصين وروسيا والجمهورية الإسلامية بالعملات المحلية،
وثبَت باليقين أن دُوَلاً كبيرة أخرى كالهند مثلاً لم تتقيَّد بإجراءآت الحصار الإقتصادي على روسيا وتقدمت من موسكو بطلب شراء ثلاثة ملايين برميل من النفط، وستلحق بها دولٌ أخرى، في الوقت الذي تحاول باريس وألمانيا ولندن إيجاد البديل عن الغاز الروسي، لكن ذلك دونه عوائق كثيرة وكبيرة مستحيلة والأمر يحتاج إلى أكثر من عقد هذا إذا كُتِبَ له النجاح،
إسرائيل التي أبدَت إستعدادها لُمَد خط أنابيب عبر تركيا لتزويد اوروبا بالغاز "الفلسطيني" المسروق هيَ تعرف تماماً أن الأمر لا يتجاوز الزكزكة الإعلامية التي لا تفي بالغرض ولن يُكتَب لها النجاح،
لكن الأميركيون والاوروبيون بدأوا على ما يبدوا بالتفكير ملياً بموضوع الغاز اللبناني كحل مستقبلي وكجزء من الحل لقضية تزويد أوروبا بهذه المادة المهمة والإستغناء عن الغاز الروسي،
لكن الأمر أيضاً دونه عقبات وهي مسألة وجود قوة عسكرية ضخمة صديقة لروسيا وإيران تستطيع أن تمنع تنفيذ أي مشروع أميركي مُوجَه ضد الحليف والصديق الروسي،
والعالم بأسرُهِ يعرف أن الغاز اللبناني لن يكون في خدمة المشاريع الأميركية والأستعمارية في المنطقة،
وبالعودةِ الى الحرب الدائرة في أوكرانيا على ما يبدو أن واشنطن وباريس ومَن لَفَّ لفيفهم يريدون أن تتحوَّل أوكرانيا إلى أفغانستان ثانية تستنزف قدرات الجيش الروسي وإقتصاد البلاد لأطوَل مدة ممكنة،
ويكون وضع رئيسها الصهيوني النازي الفار إلى بولندا شبيهاً بمصير عبد ربه هادي منصور اللاجئ الى السعودية والموضوع تحت الإقامة الجبرية،
لكن قرار الرئيس الروسي بالحسم العسكري أصبَحَ نافذاََ، وكف يَد بوتين على أبواب أوروبا قريبة جداً سيطرقها من عدة جهات،
اوروبا وأميركا يتعاملان مع فلاديمير بوتين كأدولف هتلر؟
وما يحصل لا يُبشر بالخير وإزدياد الضغوطات على موسكو تنذر بإندلاع حرب شرسة قد يكون صاروخ يوم القيامة الروسي أحد أدواتها، ومَن يظن ان الأمر مستحيل، نقول له الله يشفيك.
بيروت في...
19/3/2022