قاسم ال ماضي||
يشهد ”الإعلام الفيسبوكي“ في هذهِ الأيام حملة متواضعة من قبل بعض الشباب الغيور لفضح الإعلام الغربي المدعي بالديمقراطية المزعومة ودعاة حقوق الإنسان العرجاء من خلال المقارنة بين دعاة الإنسانية في الحرب الاوكرانية والصمت عن مجازر اليمن الحبيب، طبعًا بارك الله في ذلك الجهد النابع من الاحساس بالسؤولية، ولكن نرى في الجانب الآخر "صمت القبور" من اعلاميين أصحاب اختصاص ومن لهم قلم وصوت مسموع، بل ذهب البعض منهم للحديث خارج إطار قضايانا المصيرية وهم محسوبون طبعًا على طيفنا ومصيرنا المشترك… وقد إتَبَع بعضهم موقف المدافع الذي يكون في موقعِ ردٍ على مواقف الآخرين دون الاخذ بزمام المبادرة.
وكثير ما يدور الحديث عن التضليل الإعلامي الذي لنا فيه دور الناقد وكنا نتنظر ان ينصفنا من يتربص بنا كالدوائر و يطوي الليل بالنهار من أجل قتلنا اعلاميًا، بل بكل القوى غير المشروعة و لا هم لهم غير القضاء على التشيع وهذا الأمر لا يخص أصحاب الأقلام ونسج الكلمات بكل وسائل الإعلام التي أصبحت برامجها وهمها "وصفات الطبخ" و"الكوميديا المبتذلة" التي تبكي أكثر مما تضحك على ما وصل اليه واقعنا الفني، ومع كل ذلك الكم من أحداث التاريخ التي مر بها شعبنا، من سجون، اعدامات، قتل على الهوية، سبايكر، جسر الأئمة، عرس الدجيل، شهداء ملحمة الحشد و(سيد صالح) و(ابو منتظر) و(حيدر المياحي) و(ابو مهدي) و و و... الخ... هل كل هذا الكم استبدل بمسابقات وبرامج لا أول لها ولا اخر؟
عشرات الفضائيات تقف عاجزة عن عهر الشرقية، بل حتى طمس تاريخنا الناصع، حيث صرنا ندافع -بغير المبادرة- برد واقعي نلمسه... هل نشكوا من أزمة أدب وفن راقي ينهض بواقع حقيقي نكتبهُ بيدنا ام نتباكى على ضُلمٍ... من زور الحقيقة وكتب التاريخ؟ هل نحن بحاجة الى حشد إعلامي وفني يصد تلك الهجمات وينير الحقيقة؟! واذا كان هذا هو المطلوب فمن يقوم به غيرنا؟!
وهل نشكوا من قلة المؤسسات في ذلك الشأن ام ضعفها؟ ام نخاف ان نجرح مشاعر الجلاد بصراخ الضحية؟!
ربما تنطبق علينا بعض مضامين الآية الكريمة: (وَمَا ظَلَمْنَٰهُمْ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) وذلك من جراء كسل اقلامنا وموت من تقع عليهم مهمة "إعلامنا"...