المقالات

الغلاة صناعة سلطة ام صيد ثمين؟!


  سامي جواد كاظم ||   اهل البيت الذين نص الرسول صلى الله عليه واله على امامتهم وانهم حجج الله على الارض يمتازون بالعلم والمعرفة لا يملكها غيرهم وبعض علومهم هي من الله عز وجل ، وهذه الميزة اثارت الجدل حولها من لا يؤمن بذلك واعتبروها شرك او ربوبية ان علموا الغيب ، بينما الله عز وجل في القران يقول : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) اذاً هنالك من اطلع على ما اراد الله عز وجل ان يطلعه عليه من غيبه ، وكذلك يقول الله عز وجل في سورة يوسف وعلى لسان النبي يعقوب عليه السلام :( أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ) يعني ان الله يعلم من عباده على بعض العلوم وفق الضرورة التي يراها هو بحكمته. الجانب الاخر هنالك من افرط بالمعاجز والكرامات لدرجة انها ادت الى سبات بعض العقول الاسلامية وقد ابدع جورج طرابيشي في كتابه ( المعجزة او سبات العقل في الاسلام) في دراسته عن هذا الموضوع واحصائياته اللافتة للعقل. ولكن الذي اثارني اثناء قراءتي لسيرة اهل البيت وشيعتهم وما لاقوه من حيف وظلم على يد الدولة الاموية والعباسية بحيث منع عنهم العطاء وقتل كل من يعلن تشيعه ومنعوا ذكر الامام علي عليه السلام وحتى رفضت شهادة الشيعي وحاولوا بكل جهدهم منع نشر تراث وعلوم اهل البيت عليهم السلام ، في هذه الاجواء الملتهبة تظهر طبقة الغلاة التي تجعل من الائمة وكانهم الالهة وتنسب لهم الخوارق والروايات الكاذبة ويلعنهم الائمة عليهم السلام والغريب العجيب يعيشون بكل حرية واطمئنان في تلك الدولتين ( الاموية والعباسية ) من دون مراقبة او معاقبة وهما اللذان يضيقان على اهل البيت واتباعهم ، هل هي صناعتهم ام صدفة خدمتهم؟  وهؤلاء الغلاة ظهرت لهم فرق اساءت كثيرا لاهل البيت بحجة انهم يقدسونهم ، وتتنامى هذه الفرق لدرجة اليوم نرى فضائيات خاصة بنشر وتجديد هذه الثقافة اليوم حتى تعطي صورة سلبية خرافية عن اهل البيت عليهم السلام وهذه الاصوات لا تلاقي المنع بل التاييد والدعم من نواصب اهل البيت عليهم السلام  واعداء الاسلام وفق خطة مدروسة ومرسومة حتى تكون العكازة النخرة التي يتعكز عليها كل من ينصب العداء لاهل البيت عليهم السلام ليصفوا اتباعهم بانهم يؤمنون بالخرافة وبحجة هذه الخزعبلات يتم التشكيك بالحقائق العلمية التي يمتاز بها اهل البيت دون غيرهم ، نعم هنالك معاجز صحيحة لايمكن انكارها لكن خلطها بالخرافة والتشهير بها تجعل الحقيقة ضبابية كل الظروف العصيبة التي مر بها اتباع اهل البيت عليهم السلام منذ وفاة رسول الله صلى الله عليه واله فانها تتجدد عبر العصور لتتخذ اشكالا تتفق وثقافة كل عصر . لماذا لا يكون مرجعهم عقلاء القوم ؟ طبعا لا يمكن ذلك لانه بخلاف غاياتهم السيئة بل ان عقلاء القوم يكونون محل استهداف وتعتيم من قبلهم حتى لا يطلع الاخر على حقيقة ثقافة اهل البيت عليهم السلام اقولها وبكل فخر ان للسيد السيستاني حفظه الله دَيْن ( دين من الاستدانة وليس دين من التدين ) في اعناق كل المسلمين المحبين لدينهم ليكون هو مصدر من المصادر الحضارية  للرد على كل من يتهم الاسلام بالتطرف او الخرافة

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك