محمد حسن الساعدي ||
منذ تولي الجنرال قآني، والذي يحمل رتبة عميد وعين في الثالث من يناير 2020 خلفاً للقائد سليماني الذي أغتيل بغارة أمريكية، إستهدفت سيارته خلال زيارته للعراق، مسوؤلية قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، صار عملياً القائد الفعلي، واحد أقوى أدوات طهران في المنطقة، خصوصاً في سوريا والعراق ولبنان واليمن، حيث يمثل محور المقاومة في منطقة الشرق الأوسط..
كما يبدو من خلال التحليل الإعلامي أو المتابع للأحداث، فأن الجنرال عكس سلفه حيث كان حريصاً أشد الحرص على، عدم الظهور بمظهر الرجل القوي، والذي كان سليماني يتمتع به ويسوق عنه، بل بان عكس ذلك تماماً.. حيث لم يكن بالشكل الذي يظهر به سلفاً، مقابل ذلك فان الثقة التي أعطيت له من قبل، السيد علي الخامنئي الولي المرجع، جعلته يتحرك تحت غطاء القيادة في البلاد، لذلك فان قآني وان بدا ضعيفاً، أو قليل الحركة والتأثير بالواقع السياسي في المنطقة عموماً والعراق تحديداً، ولكنه تعلم الدرس جيداً من خلفه في عدم الثقة والاطمئنان، وعلى الرغم من ان الجنرال قآني لا يتقن اللغة العربية كما كان الجنرال الراحل، لكن الواقع ورؤاه تعكس، معرفته بالواقع السياسي والعسكري على حد سواء.
يُعرف قآني بأنه قائد عسكري من الطراز الرفيع، ويشترك مع سابقه في فكرة ضرورة وجود القادة العسكريين، في الخطوط الأولى في المعارك الميدانية وليس في الخلف، وكما كان يتمتّع الراحل بشعبية كبيرة، بين المقاتلين الشيعية في البلدان، التي تمتلك إيران بها نفوذاً كبيراً، يتمتّع أيضاً قآني بشعبية وسط المقاتلين الأفغان بشكل خاص.
بالرغم من تفاوت الشعبية بين الرجلين، فالأخير معروف بشكل جيد لدى المقاتلين الموالين لإيران في الشرق الأوسط، وكونه نائباً لسليماني والظهور بجانبه، في أغلب المعارك، قد يكون له تأثير قوي لضمان استمرارية نجاح فيلق القدس، كما أنه يتمتع بدرجة كبيرة من القرب، من الدائرة الخاصة بالمرشد الأعلى، ويتّبع نفس النهج في الجوانب الأساسية للقيادة، التي يوصي بها خامنئي قادته على الدوام، واتَّبعها الراحل من قبله.
العراق أحد الدول التي لها علاقات مهمة مع جيرانها، واحد هولاء هي الجارة الشرقية إيران، إضافة الى كون الأخيرة لها مصالح في العراق، ما يجعله محط اهتمام له، خصوصاً مع الخلافات العميقة بين القوى السياسية، والتي بالتأكيد تنعكس سلباً على الامن القومي سواءً في داخل العراق او خارجه، ما يستدعي وجود تنسيق وتأثير في الشأن العراقي، ومحاولة أيجاد التوافقات بين هذه القوى، كما ان العراق أصبح حجر الأساس في أتفاقات وتوافقات، بين طهران ودول الخليج، التي بدأت بإيجاد التوافقات فيما بينها وبين طهران، لذلك لابد للحوار ان يكون هو الوسيلة الوحيدة بين الدول التي تختلف في حل مشاكلها القادمة على ان يكون العراق طاولة الحوار القادمة.
سيبقى دور الجنرال قآني كما سلفه، مؤثرا وفاعلا ظهر ذلك ام لم يظهر، كان ظاهرا كخطوة متقدمة او تراجع تكتيكي، فهو مرتبط بمصالح دولة كبيرة، أجبرت العالم ودوله الكبرى للإعتراف به وقبول هذا الدور..
الاهم في الموضوع هو كيف توازن، تلك الدول وقواها السياسية مصالحها الداخلية، تجاه ما يحاوله الأخرون من فرض لرؤاهم، تجاه حسابات تلك المصالح