المقالات

لما كان الميزان فيصلآ ، فإنه مسؤولية كبرى

1173 2022-02-14

 

حسن المياح ||

 

《 السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية ، كل واحدة منها هي ميزان فيصل ، لما لها من سلطان قرار 》

لما يتراخى الفيصل --- وهو مركز القرار وبيده وسيلة التمكين --- عن عزم وجبروت عصمته ، ويميل الى جانب القوي المتسلط ، ويحقق ويمرر القرارات التي تنفعه ، ويوقف ، وربما يلغي تلك القرارات التي تعاكسه ، والتي تقف بالضد منه ، فإنه لا يصلح أن يكون الحاكم الفيصل ، ولا هو ميزان الحق ، ولا يمكن أن يكون هو المسؤول الذي بيده سلطان الفصل والحسم ، وذلك لأنه لم يحترم طهارة وجوده المستقيم ، وأنه لا يملك نقاوة نزاهته في تحمل المسؤولية ، وأنه لم يكن صاحب القول العادل المستقيم الفصل ؛ وإنما قراراته هي عمل هزل ، وأنها فعل ترضية لمن يخشاه ....... ولذلك لم يكن ذلك الشيء مهما كان سلطان وجوده .... أنه مصداق حقيقة وجوهر وماهية وجوده الذي من أجله كان ......

تلك قاعدة عامة ، وحكم كلي ينطبق على جميع المصاديق ، سواء كانت تلك المصاديق من حيث الوضع في حالة إيجاب ، أم في حالة سلب .... لأن الميزان الحق لا يتأثر في تقدير الموزونات ثقل تفوق وزن إلا بما هي حقيقة جرم معد للوزن . فالوزن كيلوغرام ينطبق على كل الأشياء الموزونة ( التي تقدير ثقل جرمها هو ١٠٠٠ غرام ) دون ميل الى نوعية وشكل ذلك الشيء الموزون ، والسبب في هذا ، لأن الميزان يعتمد تقدير وزن الشيء على أساس ثقل كتلة ذلك الشيء الموزون ، مهما كان شكل الكتلة تراصآ أو إنتفاشآ ، وإجتماعآ أو إنتفاخآ .....

وهذا الثقل الذي يميز والذي نتحدث عنه ، هو الموجودات بما هي الماهيات والإستحضارات والإستعدادات والأسباب والإرتكازات والإعتمادات التي تجعل من الشيء مقدار ثقل وزن ، بأي نوع أو شكل كتلوي يكون عليه ذلك الشيء نفسه ..... فلا إلتواء عن حق الى باطل ، ولا ميل عاطفة أو جذب هوى من كفة الى أخرى ، ولا إنحناء إستجابة لشيء على حساب شيء آخر لوجود دالة جذب أو حالة نفور ، ولا سلطان قوة يجبر ويفرض ، ولا هشة وضعف موقف يطمع ، وما الى ذلك من جواذب تملق وتبريرات ميل مداهنة وعاطفة إقتراب وليونة ملمس وإستجابة محاباة ، ومن نوافر وزوافر ودوافع ومثبطات وطاردات ، من تحقيق كيل إستقامة ، وميزان عدل ، وقسطاس حق ، يعطي كل ذي حق حقه في الوزن والتوزين ، والكيل والتكييل.....

الميزان سلطان حاكمية حق ، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى واصفآ الميزان والوزن 《وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان》، ولا يصح الفرض والطغيان في الميزان《ألا تطغوا في الميزان》بمعنى الإلتزام بالعدل الحازم في تقدير كل الأمور والعلاقات والمعاملات والأحكام بحيث لا يشوب هذا الإلتزام شوب إنحراف عن خط الإستقامة ، لأن الميزان يرسم للحياة وللناس حدود الأشياء وموازينها بطريقة دقيقة ذكية نبيهة مضبوطة ، لا تنحرف بالتصور عن الإستقامة في الفكر والحكم والقيمة ..... ولذلك وضع الله سبحانه وتعالى ببصير حكمة 《 الميزان 》، كحاكمية عدل في خط إستقامة .......

فالقاضي ميزان ، والحاكم السياسي ميزان ، والمسؤول المكلف وظيفة مهما كانت درجة تلك الوظيفة ومقدار المسؤولية فيها فهي ميزان ، وكل شيء بيده سلطان قرار هو ميزان ، وكل شيء خلقه الله سبحانه وتعالى ، وأنزله ، فهو بقدر موزون ، وذلك هو الميزان....

والنقد والتقييم ميزان ، والكلمة ميزان ، والموقف ميزان ، وحكم الراعي على رعيته ميزان ، وتكليف المسؤولية ميزان ..... وما الى ذلك من أنواع ومصاديق الميزان ....  وكل ميزان وراءه حساب عسير ، والسلطان على كل هذه الأنواع من الميزان يوم يقوم الحساب ( الذي هو كذلك ميزان ) هو الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها .... وهذا ( الكتاب ) هو الميزان الأخير الذي يقدر عمل كل الموازين ، وهو الذي يمنح الشهادة النهائية لكل ميزان ، سواء كان ذلك الميزان قدر حقآ ، أو نطق باطلآ ......

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك