حازم أحمد فضالة ||
نعود مرة ثانية، للاطلاع على واقع حال الشركة الكورية (دايو)، وهل هي كورية كما بدأت؟ أم هل أنها (أميركية)؟ وإذا كان الغرض من ميناء الفاو الكبير هو إنعاش الاقتصاد العراقي، وربط الميناء بمشروع (الحزام والطريق الصيني)؛ فهل تفعل ذلك شركة مثل دايو إذا كانت النسبة العظمى من أسهم الشركة أميركية؟
* مراجعة سريعة لتاريخ إفلاس دايو:
1- أعلنت شركة (دايو) الكورية إفلاسها بتاريخ: 8-تشرين الثاني-2000، بسبب الأزمة الاقتصادية التي عصفت بآسيا عام 1997.
2- تجاوزت ديون شركة دايو عام 2000 سقف (10) مليار دولار!
3- حاولت شركة (فورد) شراء شركة دايو، لكن فورد انسحبت فجأة.
4- وافقت جنرال موتورز (الشركة الأميركية الكبرى لصناعة السيارات في العالم) على دفع (251) مليون دولار نقدًا لشراء حصة تبلغ (42.1%) من مشروع مشترك مع دائني دايو لإحياء الشركة الكورية الثالثة لصناعة السيارات يتعلق بالمبيعات.
5- امتلك الدائنون نسبة (33%) من المشروع المشترك، امتلكت شركات أُخَر شريكة لجنرال موتورز نسبة (24.9%) من أسهم دايو.
6- بلغت نسبة أسهم شركة جنرال موتورز الأميركية والشركات التي معها (67%) من أسهم شركة دايو.
7- صرَّح جاك سميث (رئيس مجلس إدارة جنرال موتورز) أنَّ الالتزامات على دايو بلغت (24.7) تريليون وون، أي: (19.18) مليار دولار في نهاية آذار 2000.
* النتائج
1- شركة دايو غير مؤهلة لتشييد مشروع إستراتيجي مثل (ميناء الفاو الكبير) نظرًا لتاريخها المالي.
2- إنَّ أميركا تسيطر على مقدرات شركة دايو، وأميركا تقف بالجبهة المناوئة لمشروع الحزام والطريق الصيني (طريق الحرير)، وأميركا احتلت أفغانستان عشرين سنة ولم تبنِ لها (كوخًا واحدًا)، واحتلت العراق خمس عشْرَة سنة ولم تبنِ به (دورة مياه صحية واحدة)!
3- الصواب ربط ميناء الفاو الكبير بالمشروع الصيني تشييدًا وتجارةً، والفارق بين العقد الكوري والعقد الصيني ظهر في الإعلام، وكيف أنَّ الصين متفوقة في ذلك لحساب العراق، وليس مثل الشركة الكورية (المُفلِسَة).
* توصية
يجب قراءة وفهم السياسة الخارجية المتعلقة بالصراع الاقتصادي العالمي، ومعرفة التحولات العالمية الآتية، وتمييز الأقطاب التي تكاد تهبط (أميركا ومحورها)، والأقطاب التي صعدت (الصين، روسيا، إيران: منظمة شانغهاي)؛ وبعدها يكون الحديث عن ميناء الفاو حديثًا علميًا، يستند إلى معطيات موضوعية وليست عاطفية!