المقالات

الانهيار الحضاري في العراق

1463 2022-02-12

 

قاسم الغراوي *||

 

بعد سقوط النظام السابق بدات اخطر ظواهر الانهيار الحضاري الذي يعتبر نظام البعث ومابعده هو المسبب الاول لبداية هذة المأساة ،  التي الحقت بالمجتمع العراقي والدولة العراقية ضررا بالغاً .

 القاعدة والطائفية وداعش والتصفيات والاغتيالات والتفجيرات والسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والابادة الجماعية والسرقة والنهب وتبديد الاموال والاختلاسات والرشاوى وفساد اداري ومالي غير مسبوق ، والسبب هو غياب النظام والقانون الذي لم يكون صارماً طيلة تعاقب الحكومات المتوالية واستبداله بشريعة الغاب .

 ومن افرازات الواقع الجديد المسمى بالديمقراطية الخلاقة المرتبطة بالفوضى هو تنامي الروح العدوانية ، وتصاعد خطير في معدلات الجريمة والاغتيالات والنزاعات المسلحة بين العشائر ومافيات المخدرات وقيامها بعمليات قتل لقضاة وضباط نزيهين يحاولون محارية الفساد والجريمة ، وصلت حتى الى قلب العاصمة العراقية الذي يفترض انها تمثل المركز الحضاري الاول في العراق .

كثيرة هي الظواهر المدانة التي لا تعد ولاتحصى في المجتمع والتي تخص عمل الدولة على المستوى السياسي وادارة الدولة ، التقصير واضح من البنى التحتية الى المشاريع والاستثمار مرورا بالخدمات والاعمار والبناء وامكانية عودة المهجرين ، وفرص العمل ، وكذلك خلافات السياسيين التي اثرت على الواقع المجتمعي وقرارات الحكومة التي اسقطت اخطاء سياساتها على الواقع الحياتي للمواطنين .

 ان ظهور هذه الظاهر وتناميها في المجتمع العراقي يعود الى سبب رئيسي هو ضعف السلطة المركزية وفساد اجهزتها التنفيذية وخوفها وعدم قدرتها في حماية المواطنين وتطبيق القانون والنظام ومعاقبة المسيئين والفاسدين وتقديمهم للقضاء بعيدا عن المحسوبيات والمجاملات .

 بسبب ضعف الدولة وعدم بسط الامن وحماية  الناس يلتجأ المواطن للمنظومة المجتمعية لحمايته ؛   العشيرة ، المافيات  والعصابات ، المجموعات المسلحة ، ميليشيا الاحزاب .

 ومع مرور عقدين من الزمن لازال العراق من كارثة الى اخرى ومن مصيبة الى ثانية ، والذي يزيد الامور تعقيداً  هي عدم شعور الطبقة السياسية بالمسؤولية في ظل ظروف معقدة وتحديات يمر بها البلد .

 واما اوضاع السلطة والدولة والعملية السياسية  فهي من سيء الى اسوأ ولايوجد من يتحمل المسؤولية الاخلاقية والشرعية والمهنية بعد تعاظم الخلافات السياسية  وسيطرة مافيات الفساد وتغولها في مفاصل الدولة فالكل في السلطة والكل معارض والكل مسؤول عن النجاح ان وجد وغير مسؤول عن الفشل ان حصل  يتحدثون عن الفساد وهم اصل الفساد ، لا قانون يردعهم ولامحكمة تحاسبهم وتصدر العقوبات بحقهم ولا حكومة توقفهم .

ولانملك الا الدعاء والتوجه الى الله ان يرفع هذة الغمة عن هذة الامة ، فقد فاض صبر الشعب ولم يعد يحتمل هذه الترهات .

 

*كاتب /محلل سياسي

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك