د. علي فاضل الدفاعي ||
من طبيعة البشر ميلهم الى حب الشخصيات البطولية وتعلقهم العاطفي وانشدادهم الروحي الى الشخصيات الخارقة التي تقوم بأدوار البطولة خاصة في انفقاذ البشرية من الظلم وقيادتهم نحو عزتهم وحريتهم وكرامتهم.
لذلك تجد العالم ومنهم عالمنا العربي ينجذبون بقلوبهم الى المهاتما غاندي منقذ الشعب الهندي من طغيان الاستعمار البريطاني واستعباد الشعب الهندي وسلب ثرواتهم، كذلك ترى محبي الحرية وأصحاب النزعة الثورية ضد الظلم والاستبداد متعلقين بالمناضل الارجنتيني (الكوبي) تشي جيفارا ويرفعون صوره ويتغنون بسيرته الثورية.
إن كل هذه التفاعلات الانسانية تشير الى حالة تعلق وجدانية فطرية عند البشر بشكل عام تجاه الابطال الذين خرقوا نظام العادة واستبدلوه بالامكانيات العظيمة المعطلة في (بنيان الله) المتمثل في (الانسان)، وهذا التعلق في تصوري من علامات بقايا عظمة الانسان التي اختاره الخالق ليكون خليفته في الارض وأسجد له ملائكته بسببها.
إنّ من يتابع ثورة الشعب الايراني بقيادة الامام الخميني والمراحل التي مرت بها والتضحيات التي قدمتها والمحطات الكثيرة التي عبرتها وصولا الى الانجازات التي حققتها بإزالة حكم طاغية من أعتى وأكبر طواغيت العالم المعاصر وبناء دولة مقتدرة يجد أن التعلق الوجداني بها وبرموزها من شهداء وقيادة وشعب حاضر عند مختلف شعوب الارض مثل حضور التعلق الوجداني العاطفي بأبطال وشهداء عالميين أمثال جيفارا وغاندي، وصورة الامام الخميني تمثل رمزاً ثورياً عصامياً عظيماً في الصمود والثبات على الاهداف حتى تحقيقها. إلا ان الشعوب العربية بشكل عام والعراقيين منهم بشكل خاص استشناء من هذه القاعدة الروحية الوجدانية العالمية. ففي الوقت الذي لا يتحرج اي شاب عراقي من رفع علم تركيا في سيارته او التكتك الخاص به او حتى على سترته الماركة لا يتجرأ احد ان يرفع علم ايران في المقابل.
لقد تعرض الشعب العراقي الى مخطط شيطاني رهيب استهدف تشويه صورة (الجمهورية الاسلامية) وليس ايران، فهذا هو جوهر الموضوع كله فلو تغير النظام الحاكم في ايران وتحول الى نظام شبيه بالنظام التركي على سبيل المثال (اسلامي شيعي) ظاهراً (علماني لا ديني) واقعاً يطبّع مع الكيان الصهيوني ويخضع لارادة الغرب؛ فسيتحول الى (حضن شرقي) للعراق وحليف اساسي.
ان الازمة الكبيرة للغرب تتمثل بوجود قوة اسلامية ذات سيادة حقيقية وهذا ماعليه ايران منذ انتصار الثورة الاسلامية المباركة في 11 / 2 / 1979 وتمريغ هيبة امريكا في الوحل وكسر سلطتها وهزيمة عميلها الشاه طريداً ذليلاً.
لو أراد المسلمون في الزمن الحديث والمعاصر وشيعة العراق بشكل خاص الاعتزاز بانفسهم والشعور بالفخر بهويتهم فلن يجدوا غير الامام الخميني رمزاً لذلك، كما تعتز الهند بغانديها وامريكا اللاتينية بجيفاراها وكما اتخذهما احرار العالم رمزاً للبطولة والحرية.
((ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تُسمع الصُمَّ ولو كانوا لا يعقلون)) صدق الله العلي العظيم
ـــــــ
https://telegram.me/buratha