المقالات

تساؤلات مشروعة وعتب على وطن.


 

حليمة الساعدي ||

 

ياوطني حينما احتجت الى رجال اعطيناك بسخاء ، صناديد اعطت الشجاعة حقها فهابهم الموت ولم يهابوه. فمنهم من احيا الارض البوار فأحالها جنان عامرة، ومنهم من حما الديار ورابط على السواتر ولم يبارحها ليومنا هذاوقد ركز بين اثنتين بين السلة او لشهادة  فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا. 

ورجال تحدوا الصعاب وتجرعوا مرارة التعليم بالمدارس والمعاهد والجامعات الخاوية المتهالكة، علّهم ينخرطوا في البناء والاعمار لتلتحق بقطار  الحضارة السريع .

كلُ هؤلاء هم انا واخوتي وابنائي وابناء اخوتي ومن قبلهم كان ابي وجدي واعمامي واخوالي. كُلنا، و كُلهم عطاء وسخاء وجود وصبر، ولسان حالنا يقول انه بلد الخير سيجود علينا يوما من الايام بعد، ان تصفو له الدنيا، وتعود امجاده التليدة.

لكن يا وطني طال بنا الامد واستنزفّتَ كُلَّ صبرنا وَحَولِنا وقوَتِنا فمتى تصفو لنا؟ ومتى تعدل؟ فانت يا وطني شيمتك الظلم ولا ينال من خيرك الا الظالمين. وتلك قسمة ضيزى

ونحن ابنائك  المضحين قد اعيّيّتنا وانهكت قِوانا. وما كان نصيبنا منك الا الظلم والفقر. 

ترى  ياوطني لما لا تعرفني الا عند الشدائد ولا تتذكرني الا في الازمات. وحين تصيبك النائبات بسهامها وتنهشك الضواري الجياع احتلال وحروب. 

انت يا وطني بحر زاخر من الخيرات والثروات ولكن الشرفاء فيك يعتريهم  الظمأ، وانك كنز من الموارد و شعبك يئن من شدة العوز. 

أَعلم انك كريم جواد، لكن كرمك لا يُدرِكُهُ الا الغرباء، وجودك لا يعرفه الا الطفيليين من دول الجوار. 

لما لا تسمع صرخات المحتاجين من ابنائك ولا تشعر بألم المفجوعين فيك؟ لما ياوطني تخذل شعبك وتنحر اصحاب العفة والعزّة منهم وتكرم المبتذلين والعملاء؟ .  

فيك استحال الشهيد خائن  ورجال الله والربيّون تلاحقهم لعناة الفاسدين. 

اين حقي ياوطني؟ خمسون عاما من العطاء والحب والذوبان فيك عشقا ودفاعا عنك، حضارةً وتاريخاً وثقافةً. 

خمسون عاما من عمري أنقضت في محرقة حروب لا ناقة لي فيها ولا جمل، وحصار واقتتال طائفي وحروب اهلية.

وخيرك يمرُ امامي كالنهر الجاري بسيل عَرِم يَصُبُّ في غير احضاني، ويفيض على دول وشعوب شتى من حولك خيرك لغير اهلك. لم تبقي شيئا لمحبيك. انظر الى جنوبك ياوطني انه يئن بمئات الاف من الايتام والارامل ولا معيل. 

فقد اعطوك المعيل قربانا لسلامتك. 

وانت اعطيتهم الحزن واليتم وانكرتهم واحتضنت الغرباء الذين ارادوا بك شرا.

ياوطني خمسون عام من الدموع وانا أُمَنّي النفس بالغد المشرق، لكن الغد مازال غدٍ وانا لازلت اليوم. متى ياوطني يصبح غَدُكَ يومي وحاضري ومستقبلي فتملئني شروقا وإشراق. وتفيض علينا خيرا وعِزّاً وكرامة متى ياوطني الحبيب متى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك