د.محمد العبادي ||
لا أذيع سراً إن قلت ان المسلمين في معظم اجاباتهم وحملاتهم ضد الأساليب الاستعمارية الغربية يوجهون خطابهم وسهامهم إلى المسلمين أنفسهم .
من المفترض أن يتم توجيه الخطاب الإسلامي نحو المجتمعات الغربية لكن مما يؤسف له ان خطابهم بقي محصوراً داخل أسوار المجتمعات الإسلامية.
في يوم الثلاثاء الماضي وبمناسبة الذكرى السنوية لمبايعة القوة الجوية للإمام الخميني في سنة ١٩٧٩م ؛ إلتقى قائد الثورة الإسلامية السيد خامنئي بعدد من قادة القوات الجوية والدفاع الجوي التابعة للجيش ، وتحدث في أثناء ذلك عن عدد من المفردات والعناوين المهمة؛ ومنها موضوع ( مواجهة الهجوم المركب للعدو ).
سأنقل للقارىء العربي مفاد ما جاء في خطاب السيد الخامنئي وبعض النصوص والفصوص التي نثرها في حضن الحاضرين والمستمعين.
لقد حاول العدو آنذاك ومن خلال امبراطوريته الإعلامية ان يحرّف تلك النقلة والحركة التاريخية من خلال تكذيبها ، لكن الرواية الإعلامية الصحيحة من خلال صورة نقلها الإعلام قد قطعت قول كل خطيب ، وأسقط ما في أيدي العدو نتيجة تلك الصورة الواقعية والتي كأنها لوحية فنية قد رسمت اجزائها وألوانها على لوحة الزمن .
وعليه ( فاليوم كذلك نواجه هجوم العدو - الذي يقوم بتحريف الحقائق والانجازات والتقدم والملحمة التي صنعها النظام الإسلامي - ونحتاج إلى حركة دفاعية وهجوم مركب من خلال محورية الفريضة الفورية لجهاد التبيين .) انتهى الاقتباس .
لقد قامت الثورة الاسلامية في ايران بمئات بل آلاف الإنجازات ،لكن العدو عمل ولازال يعمل على تحريفها وطمسها من خلال الإعلام ، وحسبي ان أشير إلى النظام الإسلامي وخلال عشرة الفجر لسنة ٢٠٢٢م افتتح أكثر من ألفي مشروع من المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وحسبي أن أشير إلى إيصال أنابيب الغاز إلى عشرات القرى في المناطق النائية والتضاريس المعقدة.
انّ هذه الأعمال والانجازات حاول العدو ان يخفيها ، وسعى أن لا يتذوق الشعب حلو مذاقها من خلال فرض الحصار الاقتصادي والسياسي والثقافي وغيره .
ان هجوم العدو المركب وعلى مختلف الصعد لا يقتصر على ايران ؛ بل يمكن مشاهدته في العراق وسورية ولبنان وبعض البلدان .
السيد الخامنئي لاينطق عن الهوى، ويعرف مدى الهجمة الشرسة ذات الرؤوس المتشعبة للأعداء ( طلعها كأنه رؤوس الشياطين)، وأيضاً يعرف حجم القدرات والإمكانات التي لدى ايران ومحور المقاومة وعليه فقد نطق بكلماته المضغوطة( في مقابل هذا الهجوم المركب والعدوان الجماعي لايمكننا ان نبقى دائماً في موضع دفاعي ؛ بل يجب علينا أيضاً أن نشن هجوماً مركباً في مختلف المجالات الإعلامية والأمنية والاقتصادية وعلى أهل الفكر والعمل وخاصة المسؤولين ان يعملوا بجد في هذا الأمر).
بتصوري ان منطوق السيد الخامنئي يجد تطبيقه على أكثر من صعيد ، لا سيما إذا عرف أهل المسؤولية مدى نصيبهم ومقدار سهمهم في جدول الأولويات والعمل المشترك (قل كل يعمل على شاكلته ) وكل يعمل من موقعه وامكانياته وشروطه،لكن بشرط وجود قيادة للتنسيق وتوزيع الأدوار ،وعلى قدر الأعمال تتحقق الآمال .