حسن المياح ||
نعم على السياسة ، وعلى الذين يمارسونها مهنة ، أو هواية ، أو رغبة ، أو مصلحة ، أو ما الى ذلك ، أن تتعلم ، ويتعلموا كيف خلق الله يكون ، وما هو كائن ، وما هو مستمر على الكينونة والتكوين ....... إنها الزوجية في الخلق والتكوين والتشريع .... فالإنسان خلق من طين ونفخة روح ، والطين من تراب وماء ، والإنسان خلق جنسآ شكلان ذكر وأنثى وهما نوعان ، وإذا إجتمع في الإنسان الفرد الواحد أكثر من جنس واحد ، فهو خليط خنثى ، لا هو ذكر ، ولا هو أنثى ... : وإنما هو إجتماع تعدد خلقة هجين ..
والخلق هو جعل تكوين وتشريع ... ، والتكوين هو في أحسن تقويم ، والتشريع هو على أساس الحق والعدل والإتزان والتوزين ، ولذلك لما خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ، قال عنه واصفآ إياه " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " ، والإنسان هو الذي يرجع نفسه أسفل سافلين ، وفي السياسة والنشاط والحراك والتنافس السياسي يكون السفول والسفه ، والإنحراف والظلم ، والنهب والإجرام ، والإختلاف والتحاصص المبدد المهدر ...... ، لما يتعدد وجود تكاثر أحزاب وتيارات وتشكيلات سياسية متجزئة ، متبعضة ، متجمعة حشر منشطر .... وهذا هو الخلق التكوين ..... ، وزوده الله تعالى --- منة منه ورحمة وفيوضات --- بعد ذلك بالتشريع وبالتقنين ، ولذلك جعل للإنسان شرعة ومنهاجآ.
والمحاصصة أصلها هو في تحمل أعباء أداء الواجبات ، وما على الإنسان من تعهدات على تنفيذ تكاليف أعمال وحسن صنع أفعال وسلوكات ، وما هو مكلف ومرهون عليه في صون الأمانات ..... ؛ لا المحاصصات هي تقسيم ثروات نهبآ وسرقات على أساس طغيان تسلطات ، وفرعنة إستئثارات ...... والمحاصصة إقتصاديآ وفي علم الإقتصاد هي نماء ثروات ، وتوسعات منتوجات ، لما هو الإنسان ( السياسي ) العامل المكلف أداء مسؤوليات ...... وعندنا في العراق الأمر أصبح ومورس معكوسآ على أساس قانون ومبدأ ( التناقض ) التناقضات؟ !
وعلى هذا الأساس ، كذلك تكون السياسة جعلآ معرفيآ ... ، وسلوك نشاط إنسان تصرف تكوين ..... وهذه هي الزوجية في أصل التكوين والإنشاء ، والتأسيس والتشريع ، خلقآ وهداية ، وفي كل ممارسة إنسان ...... فبأي آلاء ربكما تكذبان .... وأرشدك أخي القاريء الكريم أن تسرع وتهتم بقراءة سورة الرحمن ، لتجد العجب العجاب في قانون الزوجية الذي يكون عليه الخلق والتشريع.
في خلق الله للإنسان يكون الرأس واحد ، وتلك هي القيادة الحكيمة الطيبة المطاعة ، وذلك هو النظام الرئاسي الذي يتصرف بحكمة وإحكام وإتقان، والرأس دومآ يعتمد ويتكون ، ويرتكز ويتألف ، ويقوم على أساس قانون الزوجية ، لذلك في خلق رأس الإنسان عينان ، وأذنان ، وأنف بمنخرين ، وفم بفكين ، ولمس بيدين .... وما أعظم الخلق والتصرف لما يكون معتمدآ أساسآ الزوج الذي هو الإثنان .... ويبقى وجه ربك ذو الجلال والآكرام .
في سفينة نوح من أجل النجاة والتخلص من غرق المد والطوفان ، وبقاء الوجود الحياتي ، كان الحمل في السفينة قائمآ على أساس قبول الزوجين ... (قلنا أحمل فيها من كل ... ، زوجين ... ، إثنين ..... ) ، ( ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين إثنين .... ) ، ( فإذا جاء أمرنا وفار التنور فأسلك فيها من كل زوجين إثنين .... ) ، ( ومن كل شيء ، خلقنا زوجين ، لعلكم تذكرون .... ) ، ( وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى .... ) ، والإنسان خلق من ذكر وأنثى ....... فلماذا لا تكون السياسة من حزبين إثنين على أساس قانون الزوجية في الخلق والتكوين والتأسيس والتشريع ، وهما " موالاة ومعارضة " على أساس حزب حاكم ، وحزب مراقب ومتابع ومقوم ومصحح ، ليتم التلاقح والتزاوج ، ويكون الحمل مكرهآ ، والمعاناة شاقة ، وعلى أساس هذا ينتظر الوليد ، الذي هو الثمر الطيب الغاية من الخلق على أساس التزواج المشروع الممدوح ....... ؟؟؟ !!! : وليس على أساس تعدد أحزاب متكاثرة بالإنشطار ، متنامية بالتلقيح الصناعي المصطنع الهجين ، والذي لا تدوم حياته ونشاطه أكثر من فترة قصيرة إسبوعين ، كما هو الذباب الضار الذي يولد على أساس الإنشطار المتنامي السريع الذاهب ؛ وليس على أساس قانون الزوجية والزوجين ، ونظام الزوج الإثنين .... ؟؟؟ وليس الإزدواج كما تعلمون؟
لا أقول عن الأحزاب المتكاثرة المتعددة وكما يصفون ، وعنها يعبرون ، أنها دكاكين تزاول نشاطها في سوق نخاسة ... ؛ وإنما هي حشرات ضارة منتشرة متنوعة متعددة ، متكاثرة متزايدة ، همها العيش على حساب وجود الإنسان ، والنماء على مص دم الإنسان ، كما هو الذباب أصل خلقة وجود حشرة .... ، وما الذباب الألكتروني الذي يمتدح المسؤول الحاكم الفاسد الجبان ، إلا من هذا النوع المستهلك الهلكان .....
الله خلق الكون سماوات وأرضين ، وهذه هي الزوجية في أصل الخلقة والتكوين ، وخلق الأنسان ذكرآ وأنثى ، والكهرباء سلوكها التياري موجب وسالب ، واليوم قوامه الليل والنهار ، والجنس هو على أساس الفحولة والأنوثة ، وما الى ذلك ...... وعليه : --
فأن الأصل في الخلق والتكوين ، والتأسيس والآنشاء ، هو إعتماد قانون الزوجية وجعل الزوجين ، وأصالة التشريع تقوم على أساس الإثنين ، الذكر والأنثى ، والحق والباطل ، والحلال والحرام.
ويا ليت الأحزاب العراقية الإنشطارية المتكاثرة المتعددة المتنامية الحشرات الضارة أن تعي فلسفة أصل الخلق وحكتمته ، والغاية من وجود الإنسان ، وترجع الى رشدها . وتستخدم عقلها ، وتؤوب الى خط إستقامة الخلق والتكوين والتشريع على أساس قانون الزوجية ، ونظام الإثنين ، ليكون التوالد والتكاثر نوعيآ طيبآ مشروعآ .....
تعدد الأحزاب وكثرتها ، وحشورتها الحاشرة ، وطحلبتها ، وتشمبلها ما هي إلا موانع مرور ، وتقييد أو عرقلة حركة ، ونباتها البري المتعدد المتكاثر ....... ، هو تكاثر عددي وسواد أرض ، ليس إلا .... ، لا نماء وجود نوعي منه يتأمل ، أو يترقب ، أو يرتجى ، لأن كثرته هي كثرة إستهلاك ، وليس هو نماء وتوسع إنتاج .
ولا يكون الصلاح والإصلاح ، ولا يعم الخير والسلام والفلاح ... ، إلا إذا كان كل شيء الى أصله مردود ...... والأصل الزوجية القلة ، وليس الكثرة المتعددة .
القلة محمودة مطلوبة مسؤولة مرضي عنها عند الله ..... ي والله هكذا يقول ويريد الله سبحانه وتعالى ، ولذلك قال ( وقليل من عبادي الشكور )...
والكثرة مذمومة مرفوضة منبوذوة ، لأن ما زاد على حده ، إنقلب ضده .... ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول في الكثرة وذمها ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) ، وما الى ذلك من آيات قرآنية التي تكرر ذكر كلمة " أكثرهم " وتردفها وتتبعها ب : السقوط والطغيان ، والإنحراف والتكذيب ، والظلم والكفر.
وإلا اسألكم بالله الذي لا إله إلا هو ... بلد مثل العراق الذي لا يزيد تعداد سكانه في أكثر الإحصاءات مبالغة في عدد السكان والنسمات على الأربعين مليون فرد مواطن ونسمة ..... أن يكون عدد الأحزاب والتيارات والحركات والتكتلات وانواع التشكيلات والتأسيسات والتكوينات الحزبية السياسية فيه أكثر من مائتي حزب وتيار وتشكيل سياسي زعنف زاحف ناهب ، وزغابة طائر لاقط ، والعدد ينوف على المائتين بعشرات ..... !!! ؟؟؟
والصين بملياراتها السكانية عدد الأفراد والنسمات ، والهند التي تقاربها ، وتكاد تساويها عدد نفوس بشر إنسان ، وروسيا وأميركا ، وبريطانيا وألمانيا ، وفرنسا واليابان ، بكثرة ملايينها من وجود خلق تعداد سكان إنسان ...... لا يتجاوز عدد الأحزاب فيها قانون الزوجية ، بمعنى أنهما زوجان إثنان .... فأي متحدث أو محلل سياسي ، أو خبير قانوني أو سياسي متسول فحطان .... هذا الذي نقول عنه ، يكذبان؟!