حسن المياح ||
الذي يتوسل الطريقة الجدلية ( تصارع الأضداد ) مسيرة حياة ، ومنهج كسب كارزمة وزعامة وقيادة ، فإنه سيدخل حومة ودوامة صراع السلب والإيجاب ، ولذلك فإن 《 لاءه ، وكلاه 》 ستتحول وتنقلب الى 《 أجل ، ونعم 》.... وهذا هو المنهج الذي يسير عليه من يتشبث السياسة وسيلة وصول وإنقاذ ، وأنه يحسبها نجاة ، لضغط رغباته الذاتية ، ونزوات نفسه الأمارة بالسوء .....
فهو يتحول من خط إستقامة ومسيرة عدل قد عاشها فرضآ وتقليدآ محتمآ ، ولم تكن له طبعآ ، أو مهنة تطبعآ ، أو ممارسة تطبيع، وهو --- بعد --- سيتوسلها شعارآ في مراسه وتنافسه السياسي غشآ وخداعآ ، لما لها من جذب وجماهيرية تحشد وإنتماء ...... فيكون لا بأس عنده ، بل هو عامد على التقمص والتلبس للسلوك القديم في ثوب تحول حضاري ، وبزي إنقلاب مدني --- كما يحلو له أن يسميه --- على سلوك الإستقامة والإعتدال الذي كان تحت رحمته وسلطانه .... وهذا التحول والإنقلاب هو طمعآ في سلوك سلم تصاعدي لنيل القيادة والزعامة ، والتسلط والدكتاتورية المستبدة المبتنية على سلوك التوحش والإفتراس ، بعد الطاعة للأسياد فيكون هو العميل الرمز ، والكارزما الجاذبة لتمرير أجندات المحتل والمستعمر والأجنبي الذي ينوي الشر والفساد والسلب والنهب....
وستكون مقولة كذائيته ( كلا كلا لكذا ... ونعم نعم لكذا ) ..... سلوك إتباع عمالة مقادة مضادة ( على التضاد والنقيض ) ، وإنقلاب وتحول لما هو شعار كان يرفعه ، ولا يحمله إعتقادآ بمضمونه ، وإيمانآ بمحتواه ، فتراه هو الحول القلب ، الذي يستسهل التحول والإنقلاب والإنحراف ويسترخصه ، لما تكون مصلحته في النقيض لما هو عليه ..... ويتشمخر ، ويتعالى ، ويتشامخ ، ويتلقلق لسان لفظ حوقلة وإسترجاع ، لما هو رافض سلوكه ، لأنه يعرقل الطريق عليه سير زعامة وقيادة ، وجريان نيل كارزما وحصول رمزية . وهو الفارغ الخواء الأهبل ، والهواء الصفير الأخبل.
وإذا عاشرتهم حوار مناقشة هواء وفضاء ، فهم يتكلمون بالسيادة والنزاهة ، والإستقامة والشرف ، ولا بتنازلوا عن الكرامة قيد شعرة وإن دقت ملمسآ وجرمآ ..... وأنهم يتحدثون بالعقيدة التوحيدية الإلهية والوطنية الحضارية المتمدنة ، التي تدعو الى التعايش السلمي والتسامح ، والحرية والعدل الذي هم يفرضوه .. والإستقامة التي يسلكون وهي من مرتضيات سلوكياتهم المنحرفة الزائغة.
ما هكذا هي السياسة التي تعني إدارة وقيادة الأوطان ، على أساس العدل ونهج السلام ...... ولا هي السلوكية المأمول منها إستقامة وعدل القرآن ......
ولذلك فلا تغيير نحو الأصلح والأنظف والأطهر والأثمر .... ، ولا إصلاح ؛ وإنما هو تكريس حال فساد ، وطبع نهب ، وتطبع سلب ، وتطبيع شرعة بلطجة وسلاح ....
وتلك هي خبط عشواء تخلقآ وطيرانآ وهيامآ في عالم الخيال والأحلام ....
وما طار طير وإرتفع ... إلا كما طار وقع ..... وهو سيعيش في ذمة القبر ضنكآ ، في واقعية عالم البرزخ ، حيث عذاب اللذع ... ،والعض ... ، واللدغ ... ، من آفات مخلوقات الله الجبارة الناقمة .....
ــــــــ
https://telegram.me/buratha