حازم أحمد فضالة ||
إنَّ وزير التجارة السعودي عندما قال عن جرائمه في العراق (عفا الله عمَّا سلف) كان قد انطلق من أدبيات ربه الشيطانية؛ لأنَّ (الله) سبحانه وتعالى رب الأنبياء والأوصياء وخالق الكون والموت والحياة… لا توجد في تشريعاته وسُنَنِه مسألة مثل هذه!
راجع هذا الموقف الثابت الراسخ والقانون الإلهي الأبدي، يقول سبحانه وتعالى:
﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9)﴾
[التكوير: 8، 9].
انطر هنا إلى هذا الوعيد الإلهي، هذه الأفعال كانت يفعلها بعض الناس (الذكور) قبل الإسلام؛ إذ يدفنون بناتهم وهن على قيد الحياة، دون (ذنب) وليس إلا لأنها وُلِدَت طفلة أنثى!
الله سبحانه وتعالى وضع لهن هذه الآيات المباركات، يبين فيها أنَّ حقهن لا يضيع يوم الحساب الذي ربما يحدث بعد ملايين أو مليارات السنين لا ندري متى، وأنَّ القتلة لا بُدَّ أن يُعاقبوا، وهي ليست من موارد (عفا الله عمَّا سلف)!
فتلك الأمور تتعلق بالعقود، مثل عقود الزواج وغيره، لكن الدماء في هذه الحالة هي الدماء.
السعودية التي فجرت في العراق أكثر من خمسة آلا انتحاري، وألفي سيارة مفخخة، وعشرات آلاف العبوات، واختطفت واغتصبت، وسلطت حربها الإعلامية المدمرة ضد العراق، ودمرت الاقتصاد العراقي، وورطت العراق بحروب الوكالة… لا يحق لها الحكم بحكم الله لمصلحتها، ولا تكون هي الفاعل والقاضي، وهذه الحقوق للعراقيين لا تُنفى بالتقادم.
هذا هو ربهم ووليهم:
﴿تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
[النحل: 63].
﴿… وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ… ﴾
[البقرة: 257].
﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ… ﴾
[الأنفال: 73].