حازم أحمد فضالة ||
الإمام الخامنئي (دام ظله) كم يؤكد الاهتمام بالميادين الثقافية، وله خطابات وكلمات عميقة عن الاهتمام بالقرآن الكريم، ودراسته، والتدبر فيه، وتدريس علوم القرآن الحديثة، ومن يراجع كلماته الثمينة للحوزات العلمية في حثِّهِ إيَّاها لدراسة القرآن الكريم، واستخراج مكنونه الدُّرِّي سيعلم الحجم الفلكي لهذه الحقيقة، وكم يُحذِّر هذا القائد الربّانيّ من الغزو الثقافي؛ المنهمر على الدول والشعوب الإسلامية من مدن الثلج الغربية ذات الفلسفة المادية الفردية! ووصل الحال في بعض المثقفين إطلاق تسمية (القرآنيون) على من يهتم في لغة القرآن الكريم وعلومه ويذوب بها، إطلاقًا تهكميًّا! وكأنَّ القرآن صار التدبر فيه تهمة!
﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها﴾
لكننا في العراق، نجد فراغًا لدى الحركات الإسلامية، والأحزاب السياسية، والمؤسسة الدينية في المجال الثقافي! وما دامت هذه الحركات والأحزاب لا تفهم أنَّ عليها التمسك بالمؤسسات والوزارات التربوية والتعليمية؛ لأجل تأسيس وتشييد مناهجها التربوية والثقافية والعلمية، لخلق أجيال تؤسس وتدافع عن مكانة الأمة وأصالتها وثقافتها… فهي حركات وأحزاب ما زالت مغمورة في ثقب أسود! ولا نتكلم عّما هو مستنسخ، ومُستَلّ، ومكرور آلاف المرات؛ من الأعمال الثقافية المزوَّقة المزخرفة ظاهرًا والفارغة جَوفًا! بل نتكلم عن النوع الثقافي والعلمي المنهجي، والفهم والتدبر القرآني؛ الذي يكافِئ بل يتفوق على الثقافة الليبرالية الغربية، التي حلَّت علينا عاصفةً ثلجية هادئة؛ لزعزعة أركان الثقافة الإسلامية الأصيلة.
ما زالت الحركات الإسلامية، والأحزاب السياسية في العراق، بعيدة عن تنشئة جيل ثقافي، واعدٍ مقتدر أن ينزل إلى الميادين الصعبة لإدارة المعركة، ما زالت تهتم بالسطح والقشور؛ من برامج إعلامية منزوعة القيمة، أو تدوينات في وسائل التواصل الاجتماعي، يبحث أولها عن آخرها كأنها جذع مُجتَث من جذره تبتلعه (تخمة رمال العرض)، ثم تلفظه بوجه (الطلب النوعي) الذي لا يستفيد منه شيئًا، وهي معادلة ثقافية اقتصادية بين العرض والطلب، لم تُجِدْها تلك الحركات والأحزاب في نسبة كبيرة حتى الآن، الحل في العودة إلى القرآن الكريم؛ كما يدعو لذلك الإمام القائد الخامنئي (دام ظله)، وكفى هجرًا لهذا الكتاب العظيم.
﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾
والحمد لله ربِّ العالمين
https://telegram.me/buratha