المقالات

عرف ام اغلبية ؟!


 

د. قاسم بلشان التميمي ||

 

بعد عام 2003 دخل العراق مرحلة جديدة من مراحله السياسية، هذه المرحلة تتلخص بأشراك الجميع ،( الشيعة/السنة/ الكورد) في ادارة البلد، بمعنى الحكم توافقي،وتم التوصل الى الاتفاق على عرف سياسي، مفاده ان رئاسة الجمهورية للكورد ورئاسة البرلمان للسنة ورئاسة الوزراء للشيعة، واستمر هذا العرف حتى انتخابات عام 2018.

في الانتخابات المبكرة عام 2021 ، والتي حققت فيها الكتلة الصدرية تفوق واضح واقرار المحكمة الاتحادية لهذا التفوق، رغم اعتراض بعض الكتل التي طعنت في نتائج الانتخابات؛ الا ان هذا الطعن لم ينجح في الغاء نتائج الانتخابات.

 وبعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات، سلمت جميع الكتل لقرار القضاء حتى المعترضة، وبعد المصادقة بدأت مرحلة جديدة، وهي مرحلة اختيار الرئاسات الثلاث ( الجمهورية / البرلمان / الوزراء)، وبما ان الكتلة الصدرية حصلت على اكبر عدد من مقاعد البرلمان ،فأنها تصدرت المشهد السياسي العراقي، واخذت تنادي بحكومة اغلبية وطنية، وعارضت بكل قوة قيام اي حكومة توافقية، معتبرة التوافق خطيئة كبرى، ويجب ترك هذه الخطيئة، والتكفير عنها عن طريق حكومة اغلبية وطنية، لكن المفارقة ان الكتلة الصدرية لاتستطيع ان تحصل على نصف زائد واحد من مقاعد البرلمان بمفردها، لذلك توجب عليها ان تتوافق مع غالبية المكون السني والمكون الكوردي ، متجاهلة ابناء مكونها الاطار التنسيقي.

الكل يعرف ان الاطار التنسيقي له ثقل سياسي كبير سواء كان محليا او اقليميا وحتى دوليا، خصوصا وانه يضم كبار قادة المعارضة الذين اطاحوا (بنظام صدام) ، وليس هذا فحسب فأن قادة الاطار التنسيقي؛ هم حلفاء واصدقاءويتمتعون بعلاقات قوية جدا مع المكونين السني والكوردي ؛مع ملاحظة ان علاقتهم وصداقتهم مع المكون الكوردي اقوى من علاقتهم مع المكون السني، ورغم هذه العلاقة الوطيدة والقوية؛ الا ان الكورد والسنة تحالفوا مع الكتلة الصدرية تحت مسمى اغلبية وطنية.

باعتقادي ان الاطار التنسيقي مازال يمتلك زمام الامور، ومازال يمتلك القوة اذا ما احسن التصرف والتعامل مع المستجدات السياسة .

الاطار التنسيقي عليه ان يخاطب المكونين ( السني والكوردي) بلسلن عربي وكوردي فصيح ويوجه لهم السؤال التالي

هل انتم مع العرف السياسي بعد عام 2003؟ ام انتم مع التصويت داخل مجلس النواب؟

فأذا كان الجواب انهم مع العرف السياسي بعد عام 2003 فهذا يعني انهم مع التوافق ويجب عليهم احترام هذه العرف.

اما اذا كان جوابهم انهم مع التصويت داخل مجلس النواب ، فهذا يعني ان اي مكون يستطيع الحصول على نصف زائد واحد ،هذا التحصيل يمكنه من الحصول على  رئاسة الوزراء ومجلس النواب ورئاسة الجمهورية ، وهذا ليس عرف بل بموجب الدستور العراقي .

وليس هذا فحسب فان هناك احتمال كبير؛ ان يتفق الاطار التنسيقي مع الكتلة الصدرية ،هذا الاتفاق سوف يمكنهم من الحصول على نسبة النصف زائد واحد داخل البرلمان بأريحية؛ وهذا امر ليس مستبعد .

اعتقد يجب على المكون السني والمكون الكوردي، ان ينتبهوا جيدا لمغادرتهم عرف التوافق والذهاب الى التصويت، فهذا يعني انهم سوف يخسرون الكثير خصوصا خلال الانتخابات المقبلة.

لعل هناك من يتوقع حدوث صدام  شيعي شيعي ( لاقدر الله)، واذا ما حدث هذا الصدام ؛فهذا يعني احتراق بغداد ومدن ومحافظات الوسط والجنوب، وقد يستمر الحريق لفترة طويلة، ونتيجة لهذا الصدام ربما نشهد قيام اقليم الانبار الذي يضم ( الانبار،صلاح الدين، الموصل، وحتى ديالى) ، وكذلك اعلان الكورد انفصالهم بعد ضم ( كركوك، وقسم كبير من الموصل)، ومن ثم تقسيم الوسط والجنوب الى اقاليم ، وهو المشروع الذي طرحه الرئيس الامريكي بايدن قبل سنوات.

ومن هذا المنطلق يقع على عاتق جميع المكونات والاحزاب السياسية مسؤولية كبيرة ،ويجب التكاتف والاتحاد من اجل العراق وهوية العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك