الشيخ الدكتور عبدالرضا البهادلي.
بعضهم لو كان في زمن الزهراء (ع) لشمت بكسر ضلعها، أو سكت أو جامل السلطات الحكومية. نحن نبكي اليوم على الزهراء (ع) لأننا ورثنا التشيع عن آبائنا واجدادنا ، وهو لا يكفي للاستقامة المطلوبة(فاستقم كما امرت) ...
طالما كنت اقول بيني وبين نفسي هل يكفي أن شيعي لادخل الجنة ورضا الله تعالى والنبي والأئمة الأطهار عليهم السلام. وبصراحة دائما ما كنت اعيش هذا الصراع...
فمن جهة عندما اطالع القرآن الكريم وروايات النبي صلى الله عليه وآله وارى الاحكام والقوانين الصارمة والتي تؤكد على الدين والإيمان والتقوى والالتزام بالاحكام واتباع منهج الأنبياء والرسل والحجج هي من تنجي الإنسان يوم القيامة ومن عذاب الله تعالى....
ومن جهة أخرى اسمع من بعض الخطباء أو من هنا هناك انه يكفي الإنسان أن يكون شيعيا او يزور المراقد او يبكي على مصاب الأئمة يدخل الجنة.....
ولكن وبفضل الله تعالى المنان على من يريد أن يعرف الحقيقة أدركت أن الدين والإسلام والإيمان هو الاستقامة التي ارادها الله من انبيائه عليهم السلام ولأجل ذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وآله من السنة والشيعة قوله شيبتني سورة هود. لقوله تعالى : فاستقم كما امرت.
ولأجل ذلك نقل عن ابن عباس أنّه ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آية كانت أشدّ عليه ولا أشقّ من آية: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ﴾...
ولأجل ذلك اقول : ان الذين ينجون يوم القيامة هم الذين ساروا على منهج الأنبياء عليهم السلام وليس من بكى او زار الأنبياء والأئمة والأولياء عليهم السلام...
تأمل ما قاله طاوس اليماني - وقد رأى الإمام زين العابدين يجزع ويناجي ربه بلهفة : يا بن رسول الله، ما هذا الجزع والفزع،...، وأبوك الحسين بن علي، وأمك فاطمة الزهراء، وجدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! فالتفت الإمام عليه السلام إليه وقال: هيهات، هيهات، يا طاوس، دع عني حديث أبي، وأمي، وجدي، خلق الله الجنة لمن أطاعه وأحسن، ولو كان عبدا حبشيا، وخلق النار لمن عصاه، ولو كان ولدا قرشيا، أما سمعت قوله تعالى: * (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون).....
نعم الأنبياء والأئمة والأولياء يشفعون للإنسان اذا اتبع طريقهم ومنهجهم على طول الخط الزماني التاريخي وحتى الظهور المبارك، وثبت على الحق الإلهي وعرف الباطل واجتنبه ووقف بوجه ولو كلفه حياته....
اما انت شيعي وتبكي اليوم على الحسين ومصاب الأئمة الأطهار عليهم السلام، وقدوتك أمريكا والغرب وإسرائيل واعراب الخليج وتتبع قيادات غير ناضجة وتقف امام منهج الحسين عليه السلام والذي تمثله القيادات الربانية ، فهذا خلاف منهج الإسلام والقرآن وقوله تعالى : استقم كما امرت.....
بقيت نقطة يجب أن نلتفت إليها وهو انه ليس كل إنسان في جهة الحق يبقى في جهة الحق وهذا كان حتى في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله والزمن كفيل بأن يغربلهم ويخرجهم من هذا الطريق او يرجعوا إلى الله تعالى.المهم أن تدرك أن المنهج هو الاستقامة ابتداء وانتهاء وتسير عليه....
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha