المقالات

المعارضة الشيعية بين الانة والانا


 

سامي جواد كاظم ||

 

مجموعة احداث جرت على الشيعة في العراق تجمعت مع بعضها واسست المعارضة الشيعية ، والحديث عن العصر الفاشي للبعث الارهابي .

عندما بدا تسلطهم على العراق (1968م) استهدفوا مرجعية الشيعة المتمثلة بالسيد محسن الحكيم فنقم الشيعة على جلاوزة البعث اعقبها تسفير الطلبة والعلماء من غير العراقيين فتحامل العراقيون الشيعة على هكذا اجراءات تعسفية ، ومنعت الشعائر الحسينية من مواكب ومجالس ومسيرات فبدا الشيعة يعملون بالخفاء لاحياء الشعائر ومن وقع فريسة المنافقين في كشف نشاطه الشيعي يكون التيزاب والمقابر الجماعية نصيبه ، هرب من هرب وسكت من سكت واعدم من اعدم وبدل من بدل، والنتيجة ان بعض الذين هربوا اصبحت ادانتهم للبعث الفاشي هي ظلمهم للشيعة في عدائه للمرجعية ومنع الشعائر الحسينية ومخالفة الشريعة الاسلامية في بعض قرارتهم ، وعلى اثر ذلك تجد ان المعارضة التي تشكلت خارج العراق تحديدا ايران وسوريا هي لان هذين البلدين ضد نظام البعث ، واصبحت نشاطاتهم بين اقامة الشعائر الحسينية وعقد المجالس لاظهار تراث اهل البيت واستلام المساعدات لتوزيعها على المحتاجين (هذا بالفرض انها توزع بالعدالة) اضافة الى اعمال عسكرية في حد ذاتها انتقاما من البعثيين اكثر من تحرير وطن وحتى ان كانت لتحرير وطن فانها لا تف بالغرض .

واما العلاقات المتوترة وحتى المقطوعة بين الاحزاب الشيعية مع الانشقاقات حدث بلا حرج ، وملخص هذه الامور غابت عن المعارضة عدة امور واهمها امرين الاول ادارة بلد في كل مفاصله ، والسياسة الخارجية المرنة مع دول العالم واهمها ذات العلاقة .

في احدى المؤتمرات التي عقدتها قوى المعارضة في ايران لبحث علاقتها الخارجية وتحديدا امريكا وبريطانيا فقد اشار الدكتور رياض العضاض الى ضرورة مد جسور التفاهم مع امريكا فقام صلاح المختار ليذكر قصة ( سخيفة) ليستهزئ بهذا الطرح مفادها لا تواصل مع امريكا (الصندوق الاسود من تاليفه الجزء الاول)، وحتى المعارضة في سوريا وخصوصا ( حزب الدعوة) كانت نشاطاته تنظيرية في مساحات ضيقة لا تنظر الى الابعد ولا تختلف مع المعارضة في ايران في الطرح بل اختلافهم كان على المناصب والعلاقة مع الممول وولاية الفقيه ، اي انها لا تبني اساسيات بناء دولة  .

اليوم وبعد سقوط الطاغية ظهرت بعض الاطاريح بين الاستهزاء والابتلاء ، منها يعتقد الكثير من الشيعة انهم حققوا انتصارا كبيرا وذلك حرية ممارسة الشعائر الحسينية والاذان الشيعي في الفضائيات واقتسام المناصب العليا للشيعة ، بل بعضهم اعتبر احياء الشعائر الحسينية من المكاسب واعتبرها الغاية بينما واقعا هي الوسيلة لاصلاح امة ، اما كيفية بناء دولة ووضع دراسات حقيقة لتكن منهجية العمل في ادارة الدولة ، اضافة الى اعتماد ايديولوجيات تحقق التوازن داخل وخارج العراق في علاقاته الصحيحة مع الجميع ، هكذا امور لم يكن لها حضور وان وجدت فانها ليست بالشكل المطلوب لانها كلها مطلوبة ومتكاملة والخلل في احدها يعني الخلل في الجميع والى الان لا نعلم هل نحن دولة دينية، مدنية، علمانية ، والنتيجة ضبابية هوية العراق ولو تمعنا جيدا بين ما نقوم به من احياء للشعائر الحسينية وبحرية مع ما تحدث من حفلات هابطة وسخيفة ونتنة بل انتن من جيفة الحمار لتصبح وبحرية ايضا بحجة الانفتاح على الاخر ستتجسد امامنا العاصفة التي نحن في وسطها ولا نعلم هل سنخرج منها ام سنغرق؟

لان قوى المعارضة عندما دخلت العراق وقفت على ارض هشة وهي تعلم علم اليقين ان مشروعها لا يصمد امام ما يجري في العراق وتعلم علم اليقين ان خلاصها باعتمادها خطاب المرجعية التي اصبحت حجر عثرة امام المخططات الامريكية ولانها اي سلطة المعارضة منشقة فيما بينها في امكانية الالتزام بنصائح المرجعية او الخضوع للقوى الخارجية لهذا اضاعت مفتاح الدخول الى شرفة القيادة .

ملاحظة : كلامنا بالاجمال اي لا يعني انه لا يوجد شخصيات معارضة لها ثقلها في العمل السياسي مع احترامي للجميع لنتقبل الراي الاخر وان كان هو واقع وليس راي.

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك