د.محمد العبادي ||
قبل كل شيء اريد ان انوه إلى اني لست في معرض الرد على الكاتبة ؛ بل في معرض التعليق والإشارة العابرة .
ان الكاتبة سارة محمد شريف هي كاتبة صحفية مختصة بالشؤون الإسرائيلية، وهي خريجة كلية الآداب قسم الإعلام وعلوم الاتصال في جامعة عين شمس لسنة ٢٠٠٧م، وحصلت على الماجستير في الإعلام السياسي من كلية الإعلام جامعة القاهرة سنة ٢٠١٤م، وحاصلة على الدبلوم في الدراسات الإسرائيلية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام ٢٠١٦م .
وقد درست العبرية في كورسات منفصلة لمدة ثلاث سنين .
وهي متابعة جيدة للشأن الإسرائيلي، وكانت تكتب في جريدة البوابة ، وفي صحيفة الوطن .
ما يدعو إلى السؤال هو ان هناك تركيز عليها ،وعلى ماتكتبه بحيث أن مراكز الدراسات العربية تتلقف ماتكتبه وكأن محمد حسنين هيكل كتبه أو إحسان عبدالقدوس ، خالد توفيق أو عباس محمود العقاد يكتب ذلك ، مع انها لا تعدو أن تكون صحفية مغمورة وعادية ليس إلا .
ان الإعلام قد ألقى بثقله وركز حزمة الضوء عليها بشكل مفرط ، وليس هذا فحسب؛ بل إنها اصبحت مستشارة سياسية ، وسفيرة للنوايا الحسنة ، وأميناً مساعداً لإمانة العلاقات الخارجية على مستوى الجمهورية بالحزب العربي ، واشتراكها في برنامج القيادة الدولية من وزارة الخارجية الأمريكية عن السياسة الخارجية .
بتصوري الشخصي ان الامر الذي قفز بها ووضعها فوق اقرانها واشباهها من الصحفيين المصريين ويدخلها بل يدفعها بقوة إلى عرصة السياسة ليست مؤهلاتها العلمية وفقط ؛ فربما مضافا إلى ذلك انفتاحها وحركاتها ،وشكلها الجذاب، وقوامها الرشيق ، وجسدها الطري الشهي ، ووقع نظرتها المغرية ، ولباسها الفضفاض المثير ،وحيويتها العفوية، وضحكتها الممتلئة والمشعة و....
هذه الكاتبة الصحفية لديها اربعة كتب مطبوعة وهي :
١- اسرائيل تحترق - أزمات في الداخل .
٢- المشروع الأسود بين إيران واسرائيل .
٣-المخادع -كيف تآمر نتنياهو على العالم .
٤- لما كنت في أمريكا - أيام اللهو والسياسة .
ما يلفت النظر في كتابها ( المشروع الأسود بين وإسرائيل) ان الكاتبة ليست متخصصة في الأديان والمذاهب ، وتفتقر إلى الابجديات الأولى في معرفة التشيع مثلها مثل سائر المخالفين لأهل البيت عليهم السلام ، ولذا أخذ ذهنها وخيالها الجوال يسبح في الأوهام ويضع لنا مقارنة مقرفة بين الديانة اليهودية المحرفة والمنسوخة ، وبين التشيع والذي يمثل الإسلام المحمدي الأصيل .
ان مقاربة الكاتبة المصرية في وجود تشابه في العلاقة التاريخية والدينية والمجتمعية بين إيران وإسرائيل هي مقاربة مجافية للحقيقة، وادعو الكاتبة لزيارة ايران للإطلاع على الحقيقة عن حس مباشر .
ليس لإيران الحالية علاقات علنية أو سرية مع إسرائيل وهي التي اغلقت السفارة الإسرائيلية في طهران ،وفتحت مكانها سفارة لفلسطين وهي التي قدّمت الدعم ولازالت لكل المقاومين والمعارضين للوجود الصهيوني السرطاني في فلسطين .
يبدو لي ان هذه الصحفية ملبوس عليها في فهم جوهر العلاقة المتنافرة والمتناقضة بين إيران وإسرائيل ، وانها مصابة بعمى الألوان وفاقدة للتمييز في تحديد ماهية التناقض الصارخ بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والكيان الصهيوني اللقيط ؛ وأستطيع ان اقول ان الكاتبة مصابة أيضاً بعمى البصيرة في ادراك ان ايران وراء تقنية كل صاروخ قد سقط على رؤوس الاسرائليين .
وأستطيع أن أقول ان هذه الكاتبة لها قلب لاتفقه به الزواج المثلي بين دول التطبيع العربي وإسرائيل، ولها آذان لاتسمع بها طبول الحرب القائمة بين محور ايران ومحور أمريكا واسرائيل ، ولها أعين لا ترى بها علماء ايران الذين قتلتهم اسرائيل :
ولو ناراً نفخت بها اضاءت
ولكن أنت تنفخ في رماد
لقد اسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
https://telegram.me/buratha