سعاد حسن الجوهري ||
ما كنت قبل اسبوع ادرك معاناة اهلي واخوتي وابناء شريحتي من الكرد الفيليين في الخارج بل ما كنت اظن بوجود الكثير منهم في مخيمات الهجرة الا بعد ان اطلعت على تفاصيل زيارة وفد وزارة الهجرة والمهجرين الى مخيمات (آراك أو شيراز أو مخيم جهرم وازنوة) في ايران
الصدمة لم تعتريني فقط لهذا السبب وانما لبقاء قصتهم اربعة عقود متتالية دون ان تنتهي بفصولها المأساوية التي انطلقت ابان تسفيرهم من الوطن على يد جلاوزة النظام الصدامي المقبور ولم تنتهِ هذه المعاناة حتى بعد زوال الحقبة الديكتاتورية المبادة
الكثير منهم يرغبون بالعودة الى ارض الوطن واستحصال حقوقهم واملاكهم التي صادرها النظام السابق فضلا عن اعادة هوياتهم التي محاها من سجلات الاحوال الشخصية حينما دفعوا الثمن مرتين حيث اتهمهم النظام اتهامات كثيرة واعتقل شبابهم وايضا يبدو ان الكورد الفيليين غابت هويتهم بين الأحزاب والجهات الاخرى بعد انقشاع تلك الغيمة
جدير بالاشارة أن الحكومات العراقية التي أعقبت سقوط نظام صدام حسين تواجه انتقادات من أبناء شريحة الكورد الفيليين، حيث يعزون الانتقادات إلى إهمال مكون أصيل في العراق، ساهم أبناؤها في رفد الحضارة العراقية طوال تاريخ بلاد الرافدين وعلى مختلف العصور، عبر اسهام سياسيين واقتصاديين وأكاديميين ومفكرين ومثقفين وفنانين في بناء البلاد، وبالمقابل يتم تهميش دورهم وتغييبهم عن أخذ دورهم واستحقاقهم الطبيعي في العراق
انها مسؤولية الحكومة وتشكيلاتها ويتوجب عليها ان تبادر الى فتح ملف هذه الشريحة او الجالية المنسية مع المنظمات الاممية المعنية بحقوق الانسان والعمل على التعاطي مع هذه القضية بمنتهى الحزم والشجاعة وليس التناسي والتسويف كون هذه ابشريحة بذلت ما بوسعها وقدمت للوطن وهي بانتظار ان ينصفها هذا الوطن بعد عقود مفعمة بالظلامات والانتظار والصبر المرير
ــــــــ
https://telegram.me/buratha